مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

قضايانا

آثار بـ 4 إطارات.. عندما تحدث التاريخ بلسان نادي السيارات في احتفال مئويته

2024-04-27 19:50:16 -  تحديث:  2024-04-27 20:02:20 - 
آثار بـ 4  إطارات.. عندما تحدث التاريخ بلسان نادي السيارات في احتفال مئويته
من جولة السيارات الكلاسيكية
منبر

كتب: إسحاق روحي 
مخطئ منّ يظن أن الآثار في المتاحف فقط وأنها لا تتحرك، إذ أثبت نادي السيارات المصري أن هناك آثارًا تتحرك وجاب بها شوارع وسط البلد في مواكب كرنفالية.
هذا ما حدث في الاحتفال الكرنفالي الذي نظمه نادي السيارات المصري بمناسبة مئويته، إذ نظم عرضًا لسيارات تاريخية لأعضائه يمتد عمرها لعمر النادي أي مائة عام وربما أكثر، مع العلم أن نادي السيارات قد شهد التأسيس الأول له عام 1905 بكيان يجمع مالكي السيارات في مصر من الأمراء والنبلاء والأجانب من كبار التجار، ولكنه لم يستمر بسبب ظروف الحرب العالمية الأولى، ليعاد تأسيسه مرة أخرى في عام 1924 تحت مسمى "نادي السيارات الملكي المصري".
حينما ترى السيارات مصطفة استعدادًا للموكب تكون على موعدٍ مع التاريخ وعبقه، إذ ترى سيارات عابرة للزمن استطاعت بفضل مُلاكها ورُقي فكرهم أن يتغلبوا على عوامل التعرية الزمنية، ليقدموا لنا سيارات تجاوز عُمر بعضها المائة عام لكنها ظلت في ريعان شبابها حتى بعد قرن من الزمان.
يعود الفضل في الحفاظ علي هذا التراث إلي المصرفي المصري الكبير منير الزاهد رئيس غرفة السيارات الكلاسيكية والتاريخية بنادي السيارات المصري الذي منذ تولي المسئولية وهو يقدم أفكار إبداعية ليس من أجل قيمة نادي السيارات فقط ولكن من أجل مصر كدولة رائدة في الحفاظ علي التراث ومنير الزاهد هو أحد أهم عشاق السيارات ليس في مصر بل في العالم فهو يتعامل مع سياراته كأنها أحد أفراد أسرته القريبين من القلب وهو ما أنعكس علي غرفة السيارات الكلاسيكية والتاريخية بنادي السيارات المصري 
ما فعله أعضاء نادي السيارات يقول إننا أمام محاولة راقية الفكر لاستعادة عبقرية الماضي وإحياءها في المستقبل، عبر الاحتفاظ بالتاريخ الذي لا يقدره ولا يعرف قيمته إلا من تشبّع بالتجارب، ويسعى لخلق مستقبل أكثر جمالًا وإبهارًا من هذا الجمال الذي عاشوا فيه في الماضي، لذلك جاءت مسيرة نادي السيارات بالسيارات الكلاسيكية بوسط البلد اليوم تحت شعار "100 سنة والرحلة مستمرة"، إذ نظم النادي أكبر تجمع للسيارات الكلاسيكية القديمة ذات الطراز الإنجليزي والأوروبي، وذلك في مسيرة متجهة إلى ميدان التحرير وكوبري قصر النيل وميدان الأوبرا والعودة مرورًا بوسط البلد، وميدان سليمان باشا ثم إلى نادي السيارات بشارع قصر النيل.
وتنوعت السيارات التي شاركت في المسيرة، ما بين الكاديلاك والخنفسة ماركة فولكس وغيرهما من الماركات العالمية مثل "رولز رويس، وبنتلي والسيارات الإنجليزية الفاخرة، والسيارات الأمريكية العملاقة موديلات الأربعينات والخمسينات، والتي كانت يضرب بها المثل في الشياكة والأناقة والوجاهة".
 والمثير أن أصحاب هذه السيارات لا يزالون يحتفظون بالمسميات القديمة فلا يطلقون عليها لقب سيارة أو عربية بل "أوتومبيل"، فكل شيء من الزمن الجميل حتى الألفاظ والكلمات والتعاملات.
وهذا ليس غريبًا إذا علمنا أن سيارات لها تاريخ سياسي وفني قد شاركت في مسيرة نادي السيارات، إذ كان من بينها سيارة الملك فاروق، وسيارة عبدالحليم حافظ، كما عرض النادي سيارة الرئيس الراحل  جمال عبدالناصر خلال فترة الوحدة العربية بين مصر وسوريا، وكانت من نوع كاديلاك فليتودد مويل 1961.
المهندس رؤوف جعفر، عضو نادي السيارات، قال إن نادي السيارات يخاطب الجهات المعنية لتمييز هذه السيارات، والتي تعتبر من التحف والأنتيكات، كعمل نمر مميزة عن سائر السيارات الأخرى.
وقال محمد عسكر، نائب رئيس مجلس إدارة نادي السيارات، إن هناك أنشطة مختلفة في احتفال نادي السيارات بمئويته، أبرزها موكب السيارات الكلاسيكية بوسط البلد بالإضافة إلى سباقات مختلفة ستقام بمدينة العلمين الجديدة.
وأوضح عسكر أن النادي سيستضيف الاتحاد الدولي للسيارات خلال احتفال المئوية في الفترة ما بين 13 إلى 16 مايو ٢٠٢٤ وذلك لمناقشة عدة ملفات مهمة تهم النادي والسيارات، مثل ملفات التنقل وتنظيم السباقات بمختلف أنواعها، إضافة إلى تنشيط السياحة.
المسيرة جاءت رائعة للغاية وشارك بها عدد من الشحصيات رفيعة المستوى مثل حفيد الملك فاروق ابن الملك فؤاد، والمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء الأسبق، وخالد العناني وزير الآثار السابق.

مساحة إعلانية