مساحة إعلانية
لم يعد خافيا على أحد كمية المال الرهيبة من المال الحرام الذى يتم ضخه فى السوق مما جعل المال الحرام يسيطر على الإقتصاد العام وعلى حركة الأسواق فى أغلب المجالات وأكثر نواحى الحياة مما أفقد بشكلٍ مباشر القيمة الحقيقية السوقية والشرائية للعملة المحلية والنتيجة غلاء فاحش وكساد عام وحركة سوقية وهمية لأن رؤوس تلك الأموال من المال الحرام يتم تدويرها فقط ليس بغرض التجارة ولكن لإيجاد شرعية لها وهو ما يسمى بغسيل الأموال وبالتالى ليست خاضعة لحركة السوق الطبيعية التى يحكمها العرض والطلب ولا يهمها المكسب والخسارة....
الأمر كارثى والكارثة أكبر مما يتخيل البعض وخاصة فى الصعيد لأن أكثر الصعيد مجتمعات مغلقة نسبيا وفرص الاستثمار فيها محدودة وفى قطاعات محددة أهمها وأكثرها هو القطاع العقارى فأكثر الأموال التى يتم ضخها حاليا فى السوق العقارى من ذلك المال الحرام الناتج من تجارة المخدرات وخاصة الشابو سواء بطريق مباشر أو من خلال الاختباء خلف بعض التجار أشعلت السوق العقارى وجعلت أسعار الأراضى والعقارات أسعارا فلكية جنونية وغير مبررة مما جعل أكثر السوق العقارى حاليا عبارة عن عملية تدوير تدور فى دائرة مغلقة ليس بغرض التجارة أو المكسب والخسارة ولكن لمجرد إضفاء شرعية لتلك الأموال وإيجاد مصادر دخل ظاهري فلم تعد الأراضى والعقارات فى متناول المواطن العادى ولا حتى الأكثر من عادى وليست القطاعات الأخرى بعيدة عن سيطرة هذا المال الحرام الذى وصل للكثير منها عن طريق ارتفاع القيمة الإيجارية للأماكن التجارية والخدمية ارتفاعات غير منطقية وخاصة فى أماكن مثل نجع حمادى وفرشوط وابوتشت فصرنا نرى إيجارات يستحيل عقلا تغطيتها وتغطية التكاليف الأخرى معها أيا كان ذلك النشاط التجارى أو الخدمى ولكن الأمر لا يتعلق كما أوضحنا بالمكسب والخسارة ولكن أكثرها عمليات غسيل أموال لاكتساب شرعية ظاهرية لوجودها.. الأمر كارثى ولا يتوقف عند كونه أحد أسباب هذا الغلاء الفاحش ولا ضعف القوة الشرائية ولا تراجع العملة المحلية ولا احتمالية الانهيار الاقتصادي المفاجىء وخاصة فى القطاع العقارى ولكنه انعكس على فرص العمل الجاد وضيق على البعض أرزاقهم ممن يسعون للمال الحلال لأن قدرتهم على الصمود أو المنافسة أصبحت منعدمة وبالتالى فالجميع أصبح عرضة للسقوط فى دائرة المال الحرام رغما عنه .. سيطرة المال الحرام أصبحت ظاهرة واضحة وكارثة حقيقية مما يثير الكثير من الأسئلة هل الأمر مقصود وموجه ولمصلحة من !؟ وأين مباحث الأموال العامة وأين جهاز الكسب غير المشروع ولماذا هذا الصمت المخيف !؟
*أبو تشت وفرشوط ونجع حمادي مراكز شمال محافظة قنا