مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

ياسر القاضي يكتب: حاول تفهم (ضاعت غزة)

2024-06-07 17:02:53 - 
ياسر القاضي يكتب: حاول تفهم (ضاعت غزة)
ياسر القاضي

في زقاق مدق العرب ، شاخت كل طواحين رياح الفجر ، ونامت في أحضان الليل المظلم قصص البطولات التي تحدثت عنها كتب التاريخ ، وشُلت الأيادي التي حملت نبراس العزة في فجر الإسلام ، وأودعنا القبور رجالاً كانوا حماة للأوطان من مشرقها إلي مغربها ، ما عادت الأرض تحمل بين حناياها أبطالا أو فرسانا وغزة منتظرة العزة - وما من مشاهد يشاهد بعين رأسه ما يحدث لأهل غزة إلا وتسابق دموعه نفرات قلبه وجعا وألما، وما بين هذه وتلك، تنتابنا صيحات اللامعقول ، وماذا نصنع ؟ لا شىء سوي البكاء علي اللبن المسكوب ، وأين نحن منا ؟ لا ندري ! أصبحنا كقواعد النساء ، لا شيء لدينا سوي الولولة  ونرجع مرة تلو الأخري فنسأل أنفسنا ، أين غزة الآن من العرب ؟ لا تصدق يا صديقي كل ما يقال عن العرب : بأنهم باعوا القضية بثمن بخس ، لا تصدق هذا أو ذاك ، فالأمر أجل وأعظم ، فهو ليس بيع أو شراء ، بل هي حياة وموت ، ماذا تقصد ؟  أقصد ما يدور في خلد كل رجل شريف يعرف معني الوطن ، يعي جيداً معني العروبة الحقة ، يتنفس عشقا لبطولات الأسود المغاوير من أبناء العزة والكرامة ممن سبقوا - أما نحن الآن- فإننا لا ندري ، وإذا كنا لا ندري فماذا نصنع ! وإذا كنا لا ندري ماذا نصنع ؟ فمن المستحيل أن نعاود كرة البطولات مرة أخرى،  سكرات الموت تلاحق كل من يتنفس علي أرض غزة ، وجرافات تهدم كل ما هو قائم علي وجه الأرض ، تري وجوها عابثة ونفوساً بائسةٍ، وقلوباً شائخةٍ من هول ما تري ! وماذا تري ؟ إنها تري ما لا عين رأت ولا أُذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر ، إنها أهوال يوم القيامة ، نعم أهوال يوم القيامة ، أناس تتطاير أرواحهم وتتناثر أشلاء جثثهم ، وأناس تسرق اعضاؤهم فيموتون وهم أحياء ، مدافن جماعية ، ومجازر وحشية ، وأين نحن  من القضية ؟ الكل يشجب ويستنكر ، وهذا أقصي ما نقدمه !ضاعت فلسطين - أيها العرب-  ضاعت فلسطين بالصمت، ضاعت فلسطين وهي بين أحضانكم ، فماذا تنتظرون ؟
hyasser10@yahoo.com

مساحة إعلانية