مساحة إعلانية
تجري الأحداث في الشرق الأوسط بـ وتيرة، تدلل على أن هناك من يتربص بـ هذه المنطقة كي لا تهنأ لبعض الوقت، وكأن التوتر والحروب والأزمات مصير محتوم على سكان هذه المنطقة، فلا يلتقطون أنفسهم بين الحرب والأخرى ،ولا يهنأون بالعيش في إستقرار لبضع الوقت.
ففي الوقت الذي تلتقط المنطقة فيه الأنفاس بعد الوصول إلى إتفاق وقف إطلاق النار بين الكيان ولبنان، ويترقب الجميع الوصول إلى إنهاء الحرب و عدم قيام أحد الأطراف بـ خرق الاتفاق.
وذلك بعد عام و أكثر من مجازر و حرب شعواء من الكيان بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، التي مارس بهم كل ألوان العنف والأعمال اللانسانية.
وبين هذا وذاك تشهد سوريا على مدار الأيام القليلة الماضية موجة عنف غير مسبوقة من فصائل المعارضة السورية و هيئة تحرير الشام والتنظيمات الإرهابية "داعش" ضد قوات الجيش العربي السوري.
فبين ليلة وضحاها سقطت عشرات القرى السورية أمام فصائل المعارضة السورية، حيث يتلقي الجيش العربي السوري خسائر متتالية بشكل أقرب إلى الخيال، فالتنظيمات الإرهابية لم تمتلك القوات ولا العتاد العسكري الضخم القادر على قهر قوات الجيش السوري، إلا أن الجيش ينسحب من ساحات المعارك في مشهد أقرب للمشاهد السينمائية، ولم يتبق سوى دمشق حتى الآن في قبضة النظام السوري.
ولا يختلف إثنان على أن ما يحدث في سوريا حالياً، لن يكون هناك مستفيد من ورائه سوى الكيان المحتل، الذي يريد إنهيار وتفكك الدول المحيطة، وإنهاك الجيوش النظامية، وإستبدالها بتنظيمات مسلحة، يستطيع إقصائها وتحقيق حلم التوسع على حساب الأراضي العربية.
وما يحدث في سوريا و من قبلها لبنان و فلسطين، لا يثبت إلا شيء واحد، وهو أن إستقرار الدول يولد من قوة وصلابة جيشها، وقدرته على الدفاع عن أراضيها أمام أي محتال أو طامع.