مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

هبه حرب تكتب: ترامب و الذئاب المنفردة

2025-01-04 14:06:20 - 
هبه حرب تكتب: ترامب و الذئاب المنفردة
هبة حرب

بدأ العد التنازلي لـ تولي دونالد ترامب مقاليد الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ويرافق ذلك تهديد ووعيد من الرئيس الأمريكي الجديد، وخصوصاً لمنطقة الشرق الأوسط بذريعة الرهائن الموجودة لدى حركة حماس في قطاع غزة.
وبالتزامن مع ذلك تسارعت وتيرة العمليات الإرهابية في الولايات المتحدة الأمريكية خصوصاً والدول الغربية عموماً، فخلال ساعات قليله تشهد الولايات المتحدة الأمريكية ثلاث عمليات إرهابية في أنحاء متفرقة.
أحدهما في ولاية نيو أورليانز الأمريكية، والتي تمثلت في دهس للمارة بالتزامن مع الإحتفال برأس السنة ، ونتج عنها 45 قتيل و مصاب، والتي قام بها شخص يدعى شمس الدين جبار، سبق وعمل في الجيش الأمريكي، ولكن ما يستدعي الإنتباه أن السلطات الأمريكية أعلنت أن منفذ العملية يتبني أفكار تنظيم داعش الإرهابي، وفقاً لـ مقطع فيديو نشره قبل تنفيذ العملية بوقت قصير.
فيما تتمثل العملية الثانية في تفجير سيارة تسلا أمام فندق ترامب في لاس فيجاس، والتي نتج عنها مجموعة من القتلى أيضاً، و بحسب المعلومات فإن منفذ العملية يعمل ضمن قوات النخبة في الجيش الأمريكي، ولكن ما يهم أن السلطات الأمريكية تشير إلى شكوك تربط بين هذه العملية والسابقة التي حدثت في نيو أورليانز، وما يؤكد ذلك ما جاء على لسان الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأن التحقيقات مستمرة لبحث احتمال وجود علاقة بين العمليتين.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل شهدت نيويورك أيضاً، عملية إطلاق نار أمام ملهى ليلي، فيما لم يتم الكشف عن تفاصيل كثيرة بشأن هذا الحادث الذي لم يفصله عن الإثنين الآخرين سوي ساعات قليلة.
وسبقت هذه العمليات، عملية أخرى دموية في ألمانيا، وبالتحديد في سوق مدينة ماجديبورج، الذي شهد حادث دهس دموي، نتج عنه قتلى ومصابين لما يقرب من 300 شخص، وبحسب السلطات الألمانية، فإن منفذ العملية طبيب سعودي يقيم في ألمانيا منذ عام 2006، كما أنه يمتلك أفكار معادية للإسلام، ويمتلك أفكار متطرفة.
وذلك بجانب عملية طعن آخرى في إيطاليا و تحديداً في مدينة ريميني، حتى شهدت منطقة فيلا فيروتشيو، قيام مصري بطعن أربعة أشخاص بالتزامن مع الإحتفال برأس السنة، كما شهدت بلدة سيتينيي في الجبل الأسود، مقتل 10 أشخاص في عمليات إطلاق نار متفرقة على يد مسلح، فيما لم يتم الكشف عن مزيد من التفاصيل عن منفذي ودوافع هذه العمليات.
وبالنظر إلى هذه العمليات المتلاحقة وتوقيتها، ودوافع بعضها، وفقاً لما تم الإعلان عنه، يمكن التنبؤ بما يترتب عليها في المستقبل القريب، حيث قد تكون أسباب مناسبة لإدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، لشن هجوم مرعب على الشرق الأوسط، ليسترد من خلاله هيبة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، ويستطيع من خلاله أيضاً تحقيق مكاسب إقتصادية طائلة على حساب خزائن دول المنطقة.
ولكن ما يهم الآن، من تستهدف الولايات المتحدة الأمريكية، إذا ما قررت توجيه هذه الضربة خلال الفترة المقبلة، هل ستكون غزة بمزاعم إضافية تتمثل في الرهائن الموجودة لدى حماس، وما يعزز ذلك هو تهديد ترامب بالجحيم على غزة و حماس في حالة توليه مقاليد الحكم في يناير الجاري واستمرار سيطرة حماس على الرهائن.
إما أن تكون اليمن، للتخلص من أذرع إيران في المنطقة، وتضييق الخناق على طهران بإرهاق وإنهاك حلفائها، إما ستكون العراق للأسباب نفسها، بجانب نقل دائرة الخطر بالقرب من الحدود الإيرانية.
فيما تعد إيران نفسها هدفاً رئيسياً لهذه الضربة المحتملة، وإذا حدث ذلك، فربما يتحول الأمر لحرب عالمية ثالثة فعلياً، فإذا ما نفذت الولايات المتحدة الأمريكية ضربة للمشروع النووي الإيراني، فإن طهران لم تقبل بنحر حلمها دون إشعال النيران في المنطقة، التي لا يستطيع أحد التنبؤ بما سوف يترتب عليها.
إلا أنه من المرجح أن تكون سوريا تحديداً من بين ساحات الحرب العالمية إذا اشتغلت بالفعل، حيث سقطت أركان الدولة السورية، ولم يعد هناك نظام متماسك يستطيع حماية حدود الدولة التي انتهكت بالفعل.
والخلاصة من كل ذلك، أن الخطوات الأولي للإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب، هي ما ستحدد ملامح الفترة المقبلة، سوا بفرض النفوذ بالآليات السياسية و الدبلوماسية مع بعض من التهديد، أو بإشعال نيران الحرب، ومحاولة فرض النفوذ بسلطة القوة العسكرية.

مساحة إعلانية