مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

محمود رمضان الطهطاوي يكتب: في مديح المحبة (د. وفاء الحكيم شهر زاد الجنوب - 3

2024-05-17 16:15:31 - 
محمود رمضان الطهطاوي يكتب: في مديح المحبة (د. وفاء الحكيم  شهر زاد الجنوب - 3
محمود رمضان الطهطاوي
منبر

تناولنا فى العدد السابق جزء من الدراسة عن الكاتبة، ضمن دراسة عن بعض كاتبات الجنوب كنت قد كتبتها منذ فترة وأظنها كانت مع بداية طرحهن الإبداعي،ونواصل باقى الدراسة عن الكاتبة : 
وفى قصتها (( شيء صغير لغاية)) تواصل تجسيد هذه العلاقة بين الذات/ الأنثى، والرجل / الحبيب، فتطرح هذه العلاقة بشفافية ورومانسية وسرد غير مباشر، فيه شعرية، فجاءت القصة مموسقة، تقول لتعبر عن لحظة حميمية : (( كنت بجانبك فى استرخاء شديد، ولم يكن بالمكان إلا أنا وأنت، كنا هادئين، والمدى البنفسج دافئاً إلا من قشعريرة بحر شفيف )) .
جاءت القصة تلغرافية .. متقاطعة الكلمات، معبرة عن اللحظة، مجسدة المشاعر، ولكنها طارحة خوف الأنثى، الخوف أن لا تدوم هذه اللحظة، لهذا تطرح سؤالها فى سياق القصة : (( هل سنبقى هكذا دائما ؟ .. حتى تختفى الشمس، والطيور، والأشجار .. ويجف البحر .. ونمضى لتتدحرج قارورة العطر وتنزلق .. بل سنبقى، وننسى أن نغلق زجاجة العطر عن عمد فتظل تسكب رائحة تملأ فضاءات الروح وخطوط الأكف المتلامسة عن غير قصد )).
ان القاصة لديها القدرة على اسقاط هذا الرمز الشفيف، والتعبير عن دواخلها بأقل الكلمات، فجاءت القصة مغلفة بغلالة رقيقة جميلة .. تعبر عن لحظة رائعة، أضافت عليها موسيقى الكلمات الكثير من الشاعرية .
أما قصة (( بائعة البسكويت )) رغم البناء التقليدى للقصة إلا أنها طرحت لحظة إنسانية جميلة، وباسلوب مميز، من خلال البطل / بائعة البسكويت، التى تراقب عربة البسكويت التى وقفت أمام المدرسة .. وهم ينزلون علب البسكويت ويدخلونها المخازن، ثم يسلمون التلاميذ البسكويت، وتعبر عن وجعها عندما يقول طفل لآخر سأشترى بطاطا، بعد أن أخذ البسكويت المجانى من المدرسة، فتقرر أمراً وهى تنظر إلى مفاتيح مخزن البسكويت.
لقد استطاعت القاصة طرح هذه القضية بأسلوب راقي، ولغة شفافة، وسرد مباشر ولكن غير مترهل ولا مستهلك .

مساحة إعلانية