مساحة إعلانية
حتي كتابة هذه السطور التي أكتبها بأصابع مرتعشة علي لوحة مفاتيح الحاسوب ، ورغم إيماني ويقيني بأن الموت حق سيدركنا جميعا ،ولكنه في كل الأحول مصيبة كما قال الحق .
والمصاب هنا عظيم ، فالذي فارقنا واختطفه الموت رغم إنه إنسان مثلنا يفعل ما نفعل ولكنه إنسانيته تخطت حدود البشر واقتربت من الروح الملائكية بصفاء نفسه ، ومحاولته إسعاد كل من حوله علي حساب نفسه .
منذ أن اقتربنا من بعضنا البعض في آوائل 2011م ومع بداية انطلاق أول مسابقة لمركز عماد قطري للإبداع والتنمية الثقافية الذي أعطاه كل وقته وماله وشرفني أن أكون الأمين العام المساعد وضلعه الثاني وأنا أري منه عجب العجاب بتلك الإنسانية المتشبعة بها روحه من بذل وعطاء وتسامح وصبر وجلد علي المكاره ولكل مفردة أحاديث تطول وتستحق أن نخلدها ونذكرها ليعرف القاصي والداني من هو هذا الرجل « صانع الفرح « في الوسط الثقافي، وفي مودته ومحبته لكل البشر .
عماد علي قطري، المهندس والشاعر والإنسان الذي عاش مجاورا للكعبة الشريفة، وشاء القدر أن يختم حياته بعمرة لصديق ويطوف الكعبة مبتهلا وداعيا للذي رحل وفي عينيه دموع المحبة والصدق والإخلاص كعادته ، فقد فعلها لمئات من البشرمن قبل ، من يعرفهم ومن لا يعرفهم ، يذهب ملبيا بمجرد أن يعلم بأن قريب صديق له رحل عن عالمنا .
من لنا بمثلك ياعماد ؟ يطبطب علي أرواحنا إذا حزبنا أمر من أمور الدنيا وما أكثر أوجاعنا .
من لنا بمثلك ياعماد يفتح قلبه طاقة نور تضيء ظلمات العتمة في قلوبنا .
علي المستوي الشخصي كنت مطمئنا بأنك ستعدني في قبري وأنت تؤدي عني العمرة وتدعو لي بقلبك النقي وبروحك المتعلقة بهذه البقعة الطاهرة .
فمن لي بمثلك ياعماد؟ من لي بمثلك ؟ وللحديث وصل لا ينقطع .