مساحة إعلانية
بعض الأفاضل من الكتاب والشعراء والأدباء والكتاب من حملة القلم ، يعيشون دور المثقف الخطأ ،الكاتب الخطأ ، عندما يتوهمون بأن علي المثقف والأديب وصاحب القلم يجب أن يعارض دائما النظام، ويقف دائما في مواجهة السلطة وتقف كلمة « لا « سلاحه الأثير في مواجهة أي شيء يصدر عن النظام السياسي للدولة التي ينتمي إليها وأحيانا لكل أنظمة الكون الوسيع، ولسانه يسبح ويلهج بـ « لا « الرافضة علي طول الخط، وكأن تأييده وموافقته لما يصدر من الأنظمة جريمة وعمل مشين لا يليق به حتي وإن راق له . وشعاره الأبدي (خالف تعرف ).
أمثال هؤلاء لعنة علي مجتمعاتهم بما يلبسونه من ثوب لا يمت لثوب الأديب ولا المثقف ولا الكاتب صاحب القلم الحر النزيه بصلة، ويحتاجون لتغيير الثوب وغسيل مخ وتشكيل وعي ، ليدركوا أن دور المثقف مساندة الحقيقة أيا كان موقعها ، وأن مساندة الأنظمة ومشاركتها الرأي في صنع الحاضر والمستقبل للأمة هو الدور الرئيس للمثقف والمبدع والكاتب ، وعليه أن يساند الرأي السليم أيا كان مصدره ، وينصح بروية، وينتقد بوعي، أما من يحمل سلاح « لا» في كل الأحوال باعتباره المثقف الألمعي وصاحب القلم الذي لا يشق له غبار والذي يجب ألا يقترب من السلطة ويعارضها من أجل أن يكسب صفة المعارضة فقط ، فأمثال هؤلاء يحتاجون لعلاج نفسي مكثف ليخرجوا من حالتهم العقيمة وينخرطوا في المجتمع ويكون لهم دور فاعل في صنع حاضر ومستقبل أوطانهم.
الكلمة أمانة، ومن يحملها يجب أن يكون أمينا، ويضعها في موضعها الذي لا يعكر طهارتها، أم أن يدخلها في حيز « لا « لمجرد أن يصنع لنفسه مجدا شيطانيا ، فهذا الخلود ملوث بالخيانة والعار، وهم يتباهون بالمقطع الشعري الشهير لأمل دنقل والذي صار مثلا « المجد للشيطان معبود الرياح من قال لا في وجه من قالوا نعم « . إنه الشيطان ، وأي مجد يخلده في النار ؟!!.