مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

محمد دياب يكتب: نتنياهو وسقوط الطاغية : سرطان الجسد أم سرطان الروح؟

2024-12-31 12:16:43 - 
محمد دياب يكتب: نتنياهو وسقوط الطاغية : سرطان الجسد أم سرطان الروح؟
محمد دياب

الظلم مهما طغى والطغاة مهما تجبروا لا بد لهم من السقوط في النهاية تحت رحمة القدر الذي لا يعرف لا قوة ولا غطرسة. وها هو نتنياهو الذي كان يُعتبر رمزاً للعدوان والتجبر يواجه اليوم المرض الذي ينهش جسده في صمت. الإصابة بسرطان البروستاتا ليست مجرد حادث عابر لرجل في الخامسة والسبعين من عمره بل هي رسالة إلهية واضحة بأن العدالة لا تغيب وإن تأخرت لحظة فإنها حتماً تأتي في الوقت الذي لا يتوقعه أحد
هذا المجرم الذي لوّث يديه بدماء الأبرياء طوال سنوات من حكمه لم يتوقف عن تحدي الله نفسه قائلًا بكل وقاحة : "حتى لو كان الله معهم فسنهزمهم." واليوم وهو في أضعف حالاته يواجه عدواً لا يستطيع هزيمته مرضاً لا يمكن لجيوشه أو أجهزته الأمنية أن تحميه منه. سرطان البروستاتا ذلك العدو الذي لا يرحم يخوض معركة شرسة مع جسد رجل اشتهر بكونه من أشرس الطغاة وأكثرهم إجراماً في تاريخ البشرية. ولا شيء في قوته العسكرية أو سلطته السياسية يمكنه إيقاف هذا العدو الخفي
فهل المرض الذي ينهشه الآن هو مجرد مصادفة؟ أم أنه انتقام إلهي ممن تجرأ على تحدي الذات الإلهية وتجاوز كل الحدود في ظلمه؟ هل الجسد هو ما يعاني الآن فقط أم أن روح هذا الطاغية الملوثة بالعنف والإجرام هي التي تُحاسب  أمام عدالة الله التى لا تتأخر؟
هذا الرجل الذي اعتقد ذات يوم أن قوته وسلطته ستقيه من أي خطر يجد نفسه اليوم أمام انهيار جسدي وروحي يصعب عليه احتماله. الطاغية الذي دمر أرواح الآلاف وشرد الأطفال في غزة وأساء إلى الأبرياء في كل مكان ظن أنه فوق البشر وفوق القدر واليوم هو عبرة حيّة لكل من يظن أن الغطرسة والحكم المطلق يمكن أن يحميهما من عدالة السماء
إن هذا المصير البائس ليس سوى البداية. فمرض الجسد قد يكون أهون بكثير من العذاب الذي ينتظره أمام عدالة الله. الطغاة مثل نتنياهو لا يسقطون فقط بأمراضهم بل يسقطون أمام التاريخ الذي لن يذكرهم إلا كرموز للعار والإجرام. وسيتذكرهم الناس باعتبارهم مجرد أدوات للتدمير والخراب حيث كانت حياتهم مليئة بالدماء والدمار وستكون نهايتهم عبرة لكل الطغاة في العالم
العدالة الإلهية قد تأخذ وقتها ولكنها حتماً تصل في الوقت الذي يُظهر الله فيه حكمته وقوته. وها هو نتنياهو الذي كان يظن أن قوى الأرض كلها ستدعم بقائه ينهار اليوم أمام مرض لا يمكن أن يُهزم. يسقط هذا الطاغية جسداً وروحاً في مشهد يتأمل فيه العالم ويقرأ قول الله تعالى : "وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِين"

مساحة إعلانية