مساحة إعلانية
الشيف التركي الشهير بوراك الذي عرفناه جميعاً عبر السوشيال ميديا بفيديوهاته المبهجة وطريقته المميزة في إعداد الطعام افتتح أخيراً فرعاً جديداً لمطعمه في القاهرة بمنطقة التجمع الخامس
بوراك الذي يمتلك مطاعم في دبي وإسطنبول وأوروبا يعد من أبرز الشيفات العالميين ويمتاز بأسلوبه الفريد في إعداد الأطعمة خاصة أطباق اللحوم
ومع افتتاح مطعمه في مصر اشتعلت موجة من الجدل علي وسائل التواصل الاجتماعي حول أسعار قائمة الطعام والفواتير المرتفعة. البعض وصفها بـ”الخرافية” وأثار تساؤلات حول استهداف هذه الأسعار لجمهور معين
لكن دعونا نتوقف للحظة ونتساءل : لماذا الدهشة؟ هل توقع أحد أن مطعماً يحمل اسم بوراك الذي يعد علامة تجارية عالمية في عالم المطاعم الفاخرة سيقدم تجربة تناسب محدودي الدخل؟
مطاعم مثل مطعم بوراك ليست جزءاً من فئة المطاعم الشعبية مثل “أبو طارق” أو “جاد” أو “الشبراوي”. إنها تنتمي لفئة مختلفة تُعرف بـ”المطاعم الفاخرة” التي تقدم تجربة طعام استثنائية مقابل أسعار مرتفعة تستهدف الميسورين الباحثين عن رفاهية التذوق
علي سبيل المثال زجاجة المياه في مطعم بوراك تُباع بـ80 جنيهاً وفنجان الشاي بـ90 جنيهًا. قد يبدو ذلك مثيراً للدهشة لكنه جزء من فلسفة المطاعم الفاخرة حيث يتم تحديد الأسعار بناءً علي التجربة الكاملة التي تشمل الأجواء والخدمة والعلامة التجارية
ورغم انني وأنا أكتب هذا المقال أشرب فنجاناً من شاي العروسة الذي لا تتجاوز قيمته بضعة جنيهات لكنه يحمل في تفاصيله البساطة التي تعكس الحياة اليومية. وربما الفرق الوحيد بينه وبين الشاي الذي يُقدم في مطعم بوراك هو أن الأخير يأتي مع “عروسة” أكثر أناقة
الأمر يشبه شراء سيارة مرسيدس لا يمكن ان نتوقع أن تُباع بسعر التوك توك أو تُطرح كحل اقتصادي للشباب. لكل منتج سوقه وجمهوره
في النهايه تظل الخيارات في أيدينا فكل منا يختار ما يناسبه وما يتناسب مع إمكانياته وطموحاته. لا داعي للدهشة أو الجدل فالمطاعم الفاخرة تقدم تجربة مختلفة وكل تجربة تستحق ما تقدمه. فإذا كنت من محبي الرفاهية فالعالم مليء بالأماكن التي تناسبك وإذا كنت تفضل البساطة فالعالم أيضاً مليء بما يُلبي احتياجاتك وعلي كل شخص أن يختار ما يناسبه ويتماشي مع إمكانياته.
وكما يقول المثل المصري : “علي قد لحافك مد رجليك”