مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

صحتنا

ماريا ميشيل تكتب: استراحة (أسرار حول اكتئاب الربيع)

2025-05-07 16:30:21 - 
ماريا ميشيل تكتب: استراحة (أسرار حول اكتئاب الربيع)
ماريا ميشيل

دفء وانطلاق وتغريد طيور.. وها الكون يتدلل بالالوان وعبير الزهور.. فقد اتت اطلالة الربيع وبدت الي الظهور.. التي ينتظرها الكثيرين لشهور.. سادها برد الزمهارير وما يصحبه من فتور.. ولكن ليس الجميع يري المشهد بهذا المنظور.. فهناك فئة قليلة لا يرسم علي قلوبهم السرور.. بل عواصفه الثائرة توقظ لديهم الاكتئاب والنفور.. فثورة الطقس وتقلباته تقلب مسار عمل الجسد وتنزعج النفس والشعور.. وتتذبذب نسب الهرمونات فلا تتوافق مع سيمفونية الطقس فيخضع لها الجسد مجبور.. أو يرتبط الربيع في مخيلته بحادث مأساوي يئن بذاكرته الي مدي الدهور.. فيخيم عليه طيف الوهن والخاطر المكسور.. وتنفجر بدواخله ينابيع من اليأس والانعزال عن الحضور.. واضطرابات في النوم والشهية وما الي ذلك من الامور.. فتلتجأ إلي التنزه والضوء الذي يبعث في القلب الحبور.. اليوم سنسلط الضوء علي اكتئاب الربيع
فصل الربيع مرادف للحيوية والانطلاق ولكن ليس الوضع هكذا للجميع ..
فالبعض يعاني الاضطرابات العاطفية الموسمية
Seasonal affective disorder
هي كآبة تتزامن مع تغير الفصول ومن اشكالها كآبة الشتاء وتبدأ في الخريف تختفي بحلول الربيع أما النوع الاخر هو الكآبة الصيفية ويبدأ عادة في الربيع ويختفي بحلول الشتاء
و من اهم اعراضها
 الاستغراق في النوم.. أو ارق احيانا، ضعف الشهية ..الصداع والتعب وعدم وجود الطاقة عند بذل المجهود.. صعوبة في التركيز وإنجاز المهمات وتشوش الذاكرة ، العزلة عن المقربين والنشاطات الاجتماعية، التشاؤم واليأس المستمر واالاحساس الذنب وانعدام المتعة بالاشياء التي كان يتمتع بها قبلا.. هبوط ضغط الدم بالتالي الشعور بالوهن لاتساع الاوعية الدموية بفعل ارتفاع درجات الحرارة.
 أسبابه
حساسية الربيع: أثبتت دراسات في جامعة ماريلاند بأن مادة السيتوكينات تتعلق بمناعة الجسم قد يحدث لها خللا في الربيع ،مما يؤدي للشعور بالتعب وبالتالي الاكتئاب.
حوادث موقفية: بعض الناس يتزامن الربيع لديهم ببعض الحوادث المزعجة كالرسوب، المرض، وفاة...الخ
تغيير الروتين: قد يكون الشخص معتاداً علي مناخ معين وملابس معينة ، واختلاف الجو يمثل له مشكلة في تغيير عاداته هذه التقلبات المناخية: اثبتت الدراسات بأن التذبذب المناخي وبداية ارتفاع الحرارة وما يترتب عليه من جو خانق وازدحام طرقات ينفر البعض من الخروج فيؤثر علي انطلاقهم ودلت الدراسات حوالي 30% من الناس امزجتهم تنخفض بارتفاع حرارة الطقس
التغيرات الهرمونية: مع دفء الطقس وزيادة ساعات النهار ينقص هرمون الميلاتونين المسئول عن الراحة والاسترخاء بسب تناقص ساعات الليل.. ولا يزال مستوي هرمون السيروتونين الداعم للمزاج في مستويات قليلة
العلاج يتمثل في التعرض لجرعات من الضوء الطبيعى.. التنزه أو ممارسة الرياضة في اماكن مفتوحه .. مكملات لغذائية وهرمونية.. علاج سلوكي معرفى.. وفي الحالات الشديدة اللجوء للعلاج الدوائى
للورود الرقيقة اشواك.. للبحار الساحرة امواج ... وللربيع اكتئاب كثيرا ما يبهرنا الوجه البديع للطبيعة ولا نتلفت الي وجهها الاخر الذي قد يبدو مسببا للانزعاج لفئات قليلة ..و التي يتوجب علينا مساعدتهم قدر الامكان ليتمتعوا كما نحن بالحس الجمالي الذي للطبيعة وهي ترتدي ابهي حللها ولا تري هذه الروعة بعين الالم.
mareya2000@hotmail.com

مساحة إعلانية