مساحة إعلانية
تحليل إخباري يكتبه / أبو المجد الجمال
فجرت الأنباء المتضاربة ما بين تأكيدات جيش الاحتلال الصهيوني الفاشي والاستخبارات الإسرائيلية بإصابة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وتزايد احتمالات قتله وعدم نجاته وكل من كانوا في مقر مركز القيادة المركزي للحزب الذي تم استهدافه في أكبر عملية قصف غير مسبوقة علي الضاحية الجنوبية لبيروت بقنابل صاروخية تزن ألفي رطل للصاروخ الواحد خارقة للتحصينات بإجمالي ٢٠ ألف طن متفجرات في ١٠ غارات بواقع صاروخ لكل غارة بحسب هيئة البث العبرية ونفي مقربين من حزب الله ومسئولين أمنيين اغتيال نصر الله وأنه علي قيد الحياة وفي مكان آمن بحسب وكالة تنسيم الإيرانية في وقت لم يخرج فيه أي بيان رسمي لحزب الله يؤكد أو ينفي اغتيال نصر الله وقتها ما أثار حالة من البلبلة وفتح الباب علي مصراعيه أمام روايات وسائل الإعلام العبري الكاذبة ثم أكد بعدها بيان لحزب الله أن نصر الله لم يكن موجودا في مكان الهجوم علي الضاحية الجنوبية لاحظ هنا أنه لم يؤكد أو ينفي اغتياله بشكل صريح وواضح وإن كان من الواضح وفقا للرواية الإسرائيلية أنه تم اغتيال معظم القادة المجتمعين في المبني المستهدف وأن نصر الله كان في زيارة لبيروت وقت التفجيرات وكان موجودا في المبني المستهدف وتم اغتيال نائبه وابن خالته أو خاله وتشير التقديرات الأمنية الإسرائيلية إلي أن عدد القتلي في الهجوم علي الضاحية وصل إلي ٣٠٠ شخص بحسب صحيفة هآرتس العبرية وهو ما يعني أن إسرائيل تتجه نحو حرب شاملة وفق ما نقلته القناة ١٢ العبرية عن مسئول إسرائيلي نقول فجرت تلك الأنباء المتضاربة عاصفة من الأسئلة الملغومة والشائكة التي تكاد تفتك العقول وتثير الأذهان وتقذفنا في دوامة ومتاهة لا نهاية لها
أولي هذه الأسئلة ما لغز الحلقة المفقودة في عمليات اغتيال قادة حزب الله ولا سيما مع تكرارها من فؤاد شكر مرورا بعلي كركي وإبراهيم عقيل حتي إبراهيم سرور وعدم استيعاب المقاومة الدرس جيدا لدرجة أنه في كل عملية اغتيال في استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت نكتشف أن قادة المقاومة كانوا مجتمعين بربطة المعلم في اجتماع واحد وفي مكان واحد تعلمه الاستخبارات الإسرائيلية لتضرب ضربتها الإرهابية والإجرامية كما حدث في اجتماع قادة قوة الرضوان حتي تم استهداف قائد قوات النخبة و١٤ من القادة كانوا في اجتماع سري في الطابق العلوي تحت الأرض وكأن كل اجتماعات المقاومة السرية تشاهدها الاستخبارات الإسرائيلية بالصوت والصورة بل وعلي علم بها قبيل انعقادها في لغز مثير ومريب
السؤال الثاني مرتبط بالسؤال الأول ولا يقل عنه لغزا ماهي الإجراءات الاحترازية والوقائية التي اتخذها حزب الله لمنع تسريب اجتماعات قادته وإن كان تكرار عمليات الاغتيال قد تأخذنا إلي احتمال عدم وجود مثل هذه الإجراءات من أساسه وإذا كان ذلك صحيحا فتلك كارثة عظمي يمكن من خلالها أن نكتشف أن كل خطوات حزب الله واجتماعاته السرية تحت مجهر الاستخبارات الإسرائيلية التي هي ليست بالكفاءة لأن تقود وحدها هذا الاختراق في صفوف حزب الله
السؤال الثالث والمثير للغرابة والدهشة نلتقط طرف خيطه من السؤال الثاني حول استعانة الاستخبارات الإسرائيلية بنظيرتها الأمريكية والبريطانية والألمانية والفرنسية كمان ما يعني تحالف مخابرات ٤ دول أوروبية مع إسرائيل لرصد اجتماعات حزب الله السرية واستهداف قادته ضربة تلو الأخري سواء عبر طائرات التجسس أو التقنية التكنولوجية الحديثة التي أدت إلي تفجيرات البيجر واللاسلكي والطاقة الشمسية لكسر إرادة المقاومة وإرادة الشعب اللبناني وهي رسالة أيضا للمقاومة في غزة ومع ذلك تتوالي التفجيرات تلو الأخري ودور حزب الله فقط أن يتلاقها فرغم تفجيرات البيجر لم يفطن الحزب ولم يتوقع تفجيرات اللاسلكي والطاقة الشمسية في اليوم التالي فأين كان جهاز مخابراته من كل هذه الأحداث الدموية والعاصفة في تاريخ الحزب المقاوم
السؤال الرابع والخطير نشتقه من السؤال الثالث فإذا كانت المخابرات الإسرائيلية تستعين بالمخابرات الأمريكية وغيرها لكشف ورصد تحركات حزب الله واجتماعاته السرية لضرب قادته بضربة واحدة وتحقيق أكبر الخسائر في صفوفه لشل حركته بقتل عدد كبير من قادته لإحباط الروح المعنوية للمقاومة سواء في لبنان أو غزة وهي رسالة قوية في كلا الحالتين سواء حققت الضربة أهدافها أم لا لماذا لما يستعين حزب الله بالاستخبارات الروسية والصينية في شكل تحالف ثلاثي والحصول منهما علي الدعم اللوجستي المطلوب الذي يمنع اختراق اجتماعات المقاومة السرية واستهداف قادتها الإجابة فقط عند حزب الله وتتضح معالم الصورة أكثر إذا ما وضعنا في الصورة اتهامات واشنطن بمد إيران لروسيا بصواريخ باليستية والحصول منها علي دعم أنظمة الرادارات مع التصريحات الأخيرة والمتكررة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وخبرتها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مسار الحرب الذي اختارته إسرائيل لن يسمح لها بإعادة مدنيها إلى الشمال هناك حاجة لإنهاء العنف المتصاعد على الفور قبل أن يخرج الوضع عن السيطرة تماما كما يتمنى البعض الشرق والأوسط على شفا حرب كبرى وهو ما يريده البعض وروسيا تدين بشدة الاعتداءات الإسرائيلية التي تنتهك سيادة لبنان ولنعكس السؤال ونقول لماذا لم تبادر موسكو وبكين في تقديم الدعم اللوجيستي والتقني لحزب الله ولاسيما بعد تفجيرات البيجر واللاسلكي لتغيير موازين القوي في المنطقة ولجم إسرائيل
السؤال الخامس والأخطر لماذا لم يعد حزب الله العدة لحرب شاملة يهدد بها نتنياهو في كل مناسبة وغير مناسبة بل وهو ما أكد عليه مؤخرا فور وصوله لنيويورك لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنه أمر الجيش بضرب حزب الله وغزة بكل بقوة حتي تحقيق الحرب أهدافها وإعادة سكان الشمال لديارهم بل واعترف بكل بجاحة ووقاحة متناهية أنه أمر باغتيال قائد الوحدة الجوية بحزب الله إبراهيم حسين سرور في غارة علي الضاحية الجنوبية لبيروت وأعلن رفضه للمقترح الأمريكي الفرنسي بشأن وقف إطلاق نار مؤقت في لبنان وبعيدا عن رواية المسئولين الأمريكيين بصدمتهم بموقفه المتغير الذي تراجع فيه بعد موافقته علي الطرح الأمريكي وكأنه أول مرة يفعلها رغم مرواغته ومماطلته في كل جولة مفاوضات جديدة ليفشلها لشراء الوقت لإطالة أمد الحرب فالحقيقة الثابتة الوحيدة أنهم كلهم نتنياهو وبايدن وكلهم كاذبون ففي كل تصعيد إسرائيلي أصبحت عبارة "قلقون للغاية" هي التعليق الأمريكي السابق التجهيز في ظل ميوعة الموقف الأمريكي فما تقوله أمريكا شئ وما تفعله شئ أخر ففي الوقت الذي تطرح فيه اقتراح لوقف إطلاق نار مؤقت في لبنان لمدة ٢١ يوما وفي الوقت الذي يشارك فيه نتنياهو في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة ورغم تصريحاته المستفزة التي تشعل حرب إقليمية نجد أن واشنطن منحت إسرائيل حزمة مساعدات عسكرية بملايين الدولارات بينما يطوق جيش الاحتلال الحدود مع لبنان استعدادا للغزو البري الذي يمهد له القصف الجوي العنيف والمتواصل علي الضاحية الجنوبية لبيروت ولاسيما أن الجيش دعا إلي إخلاء أحياء بالضاحية الجنوبية لبيروت فورا والابتعاد عنها لمسافة ٥٠٠ م علي الأقل أهو الاجتياح البري
السؤال السادس الأشبه بتسونامي مدمر بل وأشد ألا وهو هل أعطت إدارة بايدن الضوء الأخضر لنتنياهو للاجتياح البري للبنان وإشعال حرب شاملة في المنطقة فرغم أنها أعلنت في بيان مشترك مع عدة دول أنها لا تؤمن بالحرب الشاملة وليست هي الحل وأنها كانت تدعو لوقف مؤقت لإطلاق النار لإفساح المجال للدبلوماسية نجدها من ناحية أخري وفي خطوة تتعارض مع ذلك تماما تمنح إسرائيل ملايين الدولارات في شكل حزمة مساعدات عسكرية وهي تعلم أن القوات الإسرائيلية علي حدود لبنان جاهزة للاجتياح البري عليها وكانت تستطيع أن توقف هذا الاجتياح بمنع المساعدات العسكرية الجديدة التي كشفت عنها وسائل إعلام عبرية وكان أبسط احتجاج أمريكي علي ذلك هو منع زيارة نتنياهو لنيويورك ومنع مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة إذ قاطع مندوبي دول عربية ودول أخري كلمة نتنياهو وخرجوا من مقر الاجتماع الأممي وكل هذا يقودها أن غنائم نتنياهو من زيارة نيويورك هي الحصول علي حزمة مساعدات عسكرية والضوء الأخضر للاجتياح البري للبنان
السؤال السابع ويبدو أننا أما قنبلة من العيار الثقيل لا تقل وزنا في أضرارها وأخطارها عن وزن القنابل الخارقة للتحصينات ذات الألفي رطل التي استخدمتها إسرائيل في قصف غير مسبوق علي الضاحية الجنوبية لبيروت استهدف مقر مركز القيادة المركزي لحزب الله وأعلن جيش الاحتلال الناري أن الغارات كانت تستهدف نصر الله ألا وهو وبعيدا عن الاختراق الأمني هل هناك شبكة جواسيس من عناصر حزب الله نفسه نجحت إسرائيل في تجنيدهم ولعل إعلان الحزب في وقت سابق القبض علي شقيق عضو بالحزب جاسوس لصالح إسرائيل له أعمال مقاولات تابعة للأمم المتحدة والحكومة اللبنانية ما يعيد حسابات مراجعة كل أقارب عناصر حزب الله خاصة من المقاولين ورجال الأعمال الذين يعملون في المصالح الحكومية وغيرها أو يتبعون الأمم المتحدة
السؤال الثامن والذي يعد من عجائب الدنيا التي تخطط الخمسين في لعبة الحرب القدرة واتساب رقعة الشطرنج ما لغز الخرس العسكري الذي يضرب إيران تجاه كل ما يحدث في لبنان حاليا وعدم تصديها لهذا العدوان الشامل علي الضاحية الجنوبية وهي التي صدعت رؤوسنا ليل نهار وفي كل مناسبة وغير مناسبة عن الثأر والانتقام الإيراني لاغتيال هنية في قلب طهران والاعتداء علي سيادة البلاد حبذا مناوشات كلامية أو قل حرب كلامية يشعلها بين الحين والآخر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ووزير خارجيته وقائد الحرس الثوري الإيراني والمرشد الإيراني ورغم أن واشنطن تبدي قلقها من التدخل الإيراني فيما يحدث في لبنان وقلقها من اندلاع حرب شاملة إلا أن الحقيقة الثابتة الأن أن طهران تتخلي عن حزب الله أحد أذرعها أو وكلائها في المنطقة علي حد قول إسرائيل وإن كان مسئولين إيرانيين كشفوا كواليس دعوة المرشد الإيراني علي الخامنئي لاجتماع طارئ للمجلس الأعلي للأمن القومي في طهران بحسب ما نقلته عنهم صحيفة نيويورك تايمز بينما خرج علينا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بتصريحات نارية وعاصفة في إطار حرب كلامية لا تسمن ولا تغني عن العدوان الشامل علي بلاد الأرز والأرض الطيبة لبنان أبرزها الهجوم الذي شنه النظام الصهيوني على الضاحية الجنوبية لبيروت جريمة حرب واضحة والجمهورية الإسلامية ستقف إلى جانب لبنان والمقاومة في مواجهة العدوان الصهيوني والحكومة الإيرانية تتابع الجريمة الصهيونية في بيروت وستكون مع الشعب اللبناني ومحور المقاومة . . ليواجه حزب الله وحده ليس إسرائيل وحدها بل أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا ورغم صمود طوفان المقاومة ورغم فارق التكنولوجيا العسكرية والتقنية التكنولوجية بين الطرفين تظل المقاومة في لبنان وغزة هي إرادة وحكاية شعب ؟!