مساحة إعلانية
أحيانا عن طريق مواقف تأتيك فجأة ، فتدرك قيمة أبسط ما في حياتك وحتي رسالتك الإنسانية . القصة بدأت بقسم العناية المركزة في إحدي المستشفيات
أدركت كم أنا محاط بالعديد من النعم !! رأيت كونك في منزلك المريح لا تشكو من أي مرض فحياتك فريدة حتي وإن كانت مملة بالنسبة لك ، استطاعتك أن تأخذ أنفاسك بدون أجهزة تساعدك وإن توقفت لأكثر من دقائق تشعر كأنك تختنق
تتحرك كما تريد وتستطيع التحكم بأطرافك بدون أجهزة تقيس معدلات التنفس وضربات القلب وقد تزداد في اي لحظة وقد تكون مهدد بفقد حياتك .. نتألم في حياتنا كثيرا لعدة أسباب نفسية او جسدية ولكن الأمر لا يضاهي شيئا مقارنة بإنسان غير مدرك بوجود الألم من الأساس غير قادر علي الصراخ أو التعبير عن ألمه في بعض الأوقات حيث انه عقله في غيبوبة طويلة ، حتي الطعام نختار ما نحب أن ناكله ونتذمر أيضا ، ونستطيع أن نميز بين الأطعمة بكل سهولة.. هناك من يعيش علي محاليل بلا طعم وبألم مضاعف ، حتي ذهابك لأي مكان طارئ كالحمام علي سبيل المثال ليس بالأزمة بل أحيانا نختار الكسل ، لست الأجمل في الشكل بين كل من تعرفهم ولكن جلدك ليس مشوهاً او به قرح . ليس لديك أصدقاء كثيرين ولكن علي الأقل انت معهم دائما تستطيع ان تتحدث معهم بكل يسر .. لست وحيداً محاصراً بين أربع جدران او تنتظر مصيرك . قد تشعر بالرفض احيانا ممن حولك وأعلم أن هذا إحساس سخيف ، ولكن ذلك أفضل من أن تكون مريض عزل يخاف أن يقترب منك الجميع ولا تري وجوههم أبدا وانت ايضا خائف علي صحة من حولك . تختار أن تخسر عملك او أصدقائك او حتي بعض المال ولكن لا تختار أن تكون عاجزاً مدي حياتك ويوجد من هم يتمنون الراحة لذويهم يتمنون ان لايرنهم في تلك الحالة ابدا ويتألمون معهم ،لا يُغمض لهم جفن في الليل خائفون من ان تكون تلك النظرة الأخيرة ، والكثير من الأشياء التي لا تعبر عنها الكلمات .هناك شيوخ بل أطفال مازالوا في بداية حياتهم راقدون علي فراش متشبثون بالحياة وفي نفس الوقت ينتظرون اليوم الذي ينتهي فيه الألم حتي وإن كان المقابل الباقي من أعمارهم ، يدركون نعمة كل دقيقة كان تمر عليهم في حياتهم العادية يتمنون لو لحظة واحدة منها .عش حياتك كما هي يا صديقي .. لا شيء يستحق ان تحزن وتؤلم قلبك وترهق عقلك بالتفكير ، هناك حياة تنتظرك ان تعيشها