مساحة إعلانية
هى حذافة وقيل - جذامة - بنت الحارث بن عبد الـعُـزَّى السعدية ، ولقبها " الشيماء " ، (الشيماء : اسم مؤنث أصله عربى ، وفى معناه الشخص ذو علامات الجمال ، أو الشخص ذو بقع الجمال ، و الاسم قد يعنى أيضا "حسن الخلق " أو " الزهرة " والشيماء هى التى تمتلك فى جسدها علامة ، أو بقعة جميلة ، يقال موشومة ومذكّرها " أشيم " ) هى من بنى سعد بن بكر ، من قبيلة هوازن ، وهى أخت رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم) من الرضاعة ، شاركت فى حضانته مع أمها فهى ابنة حليمة السعدية، مرضعة النبى ( رضى الله عنها ) ، و لها شقيق يُدعَى عبد الله ، وكانوا يكونون أسرة تعترف للنبيّ بالخير والبركة التى حلت على ديارهم منذ جاءهم رضيعا ،
وتمر السنين ، وتأتى غزوة حنين (أواخر سنة 8 من الهجرة ، وكان عمر الرسول ستين سنة ، و كانت الشيماء فى السادسة والستين من عمرها ، فهى مولودة قبل الرسول صلى الله عليه وسلم ) ، و غزوة " حنين " التى وقعت بين المسلمين وقبيلتى هوازن وثقيف ، ففيها كانت الشيماء من سبايا تلك الغزوة ، حيث وقعت الشيماء أسيرة فى أيدى المسلمين هى وقومها ، فكانت ضمن سبايا وأسرى الموقعة - الذين قارب عددهم على الستة آلاف - وفى الطريق ، وهم يسوقون الأسرى بشدة ، و الشيماء لكبر سنّها حيث لم تتحمّل متاعب الطريق ، فعمِدت إلى إخبار المسلمين بأنها أخت رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ، فقالت لهم : تعلمون والله أنى لأخت صاحبكم من الرضاعة ، (قالت هذه العبارة "صاحبكم " لأنها لم تكن قد أسلمت بعد) ، ولكنهم لم يصدقوها ، حتى جاؤوا بها إلى رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ) ، ولما أدخلوها على الرسول صلّى الله عليه وسلّم ، أخبرته بأنها أخته من الرضاعة ، فقالت له : يا محمد إننى أختك من الرضاعة ( وقد كبر سنها ، وتغيرت ملامحها ).. فطلب إليها ما يثبت ذلك ويدل عليه ، فأفصحت له عن العلامة التى كانت بالفعل منذ الصغر، ( وهى عضّتة فى كتف الشيماء حين كان الرسول طفلا تداعبه ، ويتوسد رجلها أو تحمله على كتفها. فقد شاركت أمها فى حضانته) ، فلما تأكد من أنها هى ، بسط لها رداءه وأجلسها ، و قال لها سلى تُجابى ، واشفعى تُشفّعى ..!
وبشفاعتها أطلق سراح كل أسرى هوازن ، بما فيهم بجاد - أو بيجاد - وهو أحد أبناء قبيلة هوازن ، ( الذى نستطيع من خلال سرد الأحداث أنه لم يكن زوج الشيماء ، كما ورد فى بعض الأعمال الدرامية التى أوردت ذلك - بجاد العنيد هذا ،والذى يكره محمدا كراهة ولّدت حقدا دفينا لديه ، كان قد أساء إلى المسلمين إساءات بالغة ، لدرجة أن النبىّ أهدر دمه ،
وقد كان ضمن من تشفعت لهم عند رسول الله ، فعفا عنه..!
وبعد أن أسلمت الشيماء ( رضى الله عنها ) ، وخيّرها الرسول فى أن تظل عنده فى المدينة أو تعود إلى قومها ، واختارت أن تعود إلى قومها ،فزوّدها النبىّ ( صلى الله عليه وعلى آله وسلم) بالدابة والزاد والماء لترجع إلى قومها ، وقد فرح المسلمون بأن أسلمت الشيماء ( رضى الله عنها ) ، فأعطاها الرسول ثلاثة أعبد ، وجارية ، وأجزل لها العطاء ، ثم ردّها إلى قومها ، وحسُن إسلامها ، وساهمت فى الدفاع عن الإسلام ، فى مواقع عديدة ، عند قومها ، وعند غيرهم ..!
من سلسلة من التاريخ للشاعر والباحث / عـبد الستار سليم