مساحة إعلانية
عملاق، عظيم، ابن بلد -كما يقولون -من الطراز الأول، “ صاحب المُلْحة والنكتة الراقية، والابتسامة الصافية الودودة النابعة من القلب الصافي الحنون . . متسامح، متديّن، إنسان بكل معني الكلمة. . المصري حتي النخاع، النادر تكراره،، الذي وقف ضد أي هجوم علي مصر التي أحبّها وأحبّـته - دافع عن مصر في جميع المواقف، وهو في منصب البابوية، ومن قبله أيضا - كان معتدلا، قلّ أن يجود الزمان بمثله، شاعر من فطاحل الشعراء، والذي كان يحفظ القرآن الكريم،، فقد كان أهل قريته يعتبرونه بمثابة الأب والأخ هو (نظير جيّد روفائيل ) - وهذا اسمه الحقيقي - ، وُلد في عام 1923 للميلاد، بقرية “ سلّام “ في محافظة أسيوط، الطالب المجتهد والمتفوق، التحق بجامعة فؤاد الأول، وتخرج في قسم التاريخ بكلية الآداب، وهو في السنة النهائية بالكلية، التحق بالكلية الإكليريكية، وبعد تخرجه عمل مدرّسًا للتاريخ، وعمل ضابطا في الجيش كمتطوع ، وكان خادما بجمعية النهضة الروحية التابعة لكنيسة العذراء مريم بـ “ مَسَرّة “، ثم خادما بكنيسة الأنبا انطونيوس بشبرا، ثم رُسم راهبا باسم “أنطونيوس السرياني “، وإلي جانب الوظيفة الدينية العظمي التي يشغلها، كان ينشر في جريدة الأهرام الحكومية المصرية، بصورة منتظمة . . كان يحب الكتابة -وخاصة كتابة القصائد الشعرية - ولقد كان ولعدّة سنوات، محرّرا ، ثم رئيسًا للتحرير في مجلة مدارس الأحد، وعمل سكرتيرا خاصّا للبابا كيرلس السادس،ورُسم أسقفًا - كأول أسقف - للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، ثم عميدا للكلية الإكليريكية، وعندما تنيح البابا كيرلس السادس، أجريت انتخابات البابا الجديد، وجلس البابا شنودة علي كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبري بالقاهرة، وبذلك أصبح البابا رقم (117) في تاريخ البطاركة
وكان يجتمع مع الناس كل أربعاء في لقاء بالكاتدرائية المرقسية بالعباسة للإجابة علي أسئلة الناس، ومناقشة مشاكلهم وفي السابع عشر من مارس عام 2012 للميلاد أعلنت نياحة البابا شنودة الثالث عن عمر يناهز التاسعة والثمانين .. فبكي علي رحيله المسلمون والاقباط. وُضع جثمان البابا في كامل هيئته الكهنوتية، علي كرسي القديس “ مار مرقس”، في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، - من يوم الأحد إلي يوم الثلاثاء - لإلقاء نظرة الوداع عليه - من المصريين، وزوّار مصر - ثم نُقل جثمانه بطائرة عسكرية - بقرار مصدّق من المشير طنطاوي - أقلّته الي دير “ الأنبا بشوي “ بوادي النطرون، حيث أوصي أن يُدفن ..!