مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

سيد طنطاوي يكتب: محمد صلاح.. لاعب وحاكم بأمره

2024-03-12 13:51:59 - 
سيد طنطاوي يكتب: محمد صلاح.. لاعب وحاكم بأمره
سيد طنطاوي

يبدو أن العلاقة بين حسام حسن، المدير الفني للمنتخب المصري الأول لكرة القدم ومحمد صلاح، لاعب ليفربول وكابتن المنتخب الوطني الأول لكرة القدم، لن تكون سويّة، وسيضع أي منهما كلمة النهاية في مصير الآخر.

البداية من عدم رضا محمد صلاح عن تعيين حسام حسن مديرًا فنيًا للمنتخب، إذ جرى العُرف خلال الفترة الأخيرة أن يكون اختيار المدير الفني بعلم صلاح ورضاه.

جاء ذلك في ظل هجوم حسام حسن وهو في مقعد النقاد خلف شاشة "إم بي سي" الفضائية، على محمد صلاح ونقده لموقفه بسبب مغادرة معسكر المنتخب الوطني في كوت ديفوار خلال نهائيات بطولة أمم إفريقيا 2023، للتأهيل من الإصابة التي لحقت به خلال مباراة غانا في ناديه ليفربول الإنجليزي.

ورغم أن رأي حسام حسن، كان رأي كثير من النقاد، إلا أن الرأي كان مسمارًا في العلاقة بين صلاح والعميد،  واستحوذت العلاقة المستقبلية بين الثنائي على محور حديث النقاد، وكانت غالبية الحوارات تميل إلى الانتصار لصلاح على طول الخط دون مناقشة تصرفه من الأساس، فذات مرة سأل أحد المذيعين الناقد حسن المستكاوي عن شكل العلاقة بين حسام حسن ومحمد صلاح، فكان رد المستكاوي: "لا ما هو حسام حسن مش هيعلم محمد صلاح يدافع إزاي".

الانتصار لمحمد صلاح ظالمًا أو مظلومًا كان شعار المرحلة، في مشهد تأليهي لصلاح، وكأن أصبح به مسًا ربانيًا يجعله معصومًا من الخطأ، وهؤلاء الذين وصلوا بمحمد صلاح إلى درجة التأليه، قد قللوا من حسام حسن وتحدثوا عنه كما لو كان لم يمارس كرة القدم من قبل، أو ربما كان لاعبًا في دوري الدرجة الرابعة، وتغافلوا عن عمد عن أنه أحد أبرز نجوم الكرة المصرية ولم يحطم صلاح ذاته حتى الآن تاريخه مع منتخب مصر.

ظلت العلاقة بين المدير الفني للمنتخب وصلاح محل ترقب في الإعلام، لدرجة أنه في مؤتمر تقديم العميد حسام حسن وتوأمه إبراهيم لوسائل الإعلام، ظلت الأسئلة طاغية عن صلاح، فقال إبراهيم بوضوح: "محمد صلاح لاعب مهم، ولا غنى عنه، لكن لا صوت يعلو في صوت المنظومة وأن منتخب مصر فوق الجميع"، فيما قال حسام: لن نكون منتخب باصي لصلاح وسنعود منتخب الساجدين في إشارة منه إلى عهد حسن شحاتة الفائز بـ3 بطولات أمم إفريقيا. 

رغم منطقية حديث إبراهيم، إلا أنه لم يسلم من النقد والتجريح، مع العلم أنه كان واضحًا للجميع أن هناك توصيات من الدكتور أشرف صبحي للتوأم بضرورة أن يكون هناك معاملة خاصة لمحمد صلاح، وهو ما وافقا عليه، لكن يبدو أنه حتى خضوعهما لكلام الوزير لم يُعجب صلاح ذاته.

في أول معسكر لمنتخب مصر تحت قيادة التوأم، كان صلاح ضمن قائمة اللاعبين في المعسكر، لكن ناديه الإنجليزي أرسل خطابًا يقول فيه إنه يفضل عدم انضمامه لأنه سيشارك بشكل تدريجي في المباريات.

تمسك اتحاد الكرة بحق المنتخب في استدعاء اللاعب طالما أنه خلال فترة الأجندة الدولية، إلا أن صلاح كعادته انتصر على كل المنظومة، واتفق مع الوزير أشرف صبحي على الاستثناء من معسكر مارس لحاجته لمواصلة التأهيل، رغم أنه يشارك في المباريات، وآخر مباراة كانت ليفربول ومانشستر سيتي، وشارك فيها بديلًا.

وجهت وسائل الإعلام، سؤالًا إلى التوأم حسام وإبراهيم حسن خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب الإعلان عن القائمة عن موقف محمد صلاح، فكان ردهما هو الرد الذي اتفق عليه التوأم والوزير أشرف صبحي ومحمد صلاح ذاته، أن اللاعب طلب الاستثناء من هذا المعسكر لمواصلة التأهيل، وقال إبراهيم نصًا في المؤتمر: استبعاد محمد صلاح جاء بناءً على طلب اللاعب وناديه، والخطاب الذى وصل لاتحاد الكرة لاستمرار تأهيله في النادي، وهو ما تفهمه الجهاز الفني للمنتخب الذى احترم وجهة نظر محمد صلاح والنادي، لذا تم استبعاد صلاح بناءً على طلبه، وكنا نتمنى وجوده في المعسكر لاكتمال القوة الضاربة في اليوم الأول للمعسكر.

الغريب أن محمد صلاح تم تبرير سفره من كوت ديفوار إلى إنجلترا للتأهيل من الإصابة بحجة أن كوت ديفوار ليست مؤهلة ومجهزة طبيًا لتأهيل اللاعبين، في حين أن معسكر المنتخب هذه المرة في الإمارات والتي لا يستطيع صلاح نفسه أو وكيله رامي عباس أن يقولا إنها ليست مؤهلة طبيًا، مع الوضع في الاعتبار أن صلاح أساسًا يشارك في المباريات.

طلب الإعفاء من الانضمام للمنتخب لو طلبه أي لاعب آخر، لقامت الدنيا ولم تقعد، ولكان واجه اللاعب اتهامات بالتهرب من المنتخب وعدم احترام منتخب بلاده.

الغريب أنه رغم كل هذا، إلا أن التوأم لم يسلم من النقد، وهاجمهما البعض بحجة أنهما فشلا في احتواء محمد صلاح، لكن ما هو المطلوب منهما هل يذهبا إلى مدينة ليفربول ويقبلا يد وقدم محمد صلاح؟.

محمد صلاح نجم وأفضل من أنجبت الكرة المصرية هذا أمر ليس محل شك أو خلاف، لكن وضع محمد صلاح فوق مستوى النقد وتحصينه بهذا الشكل، ليس في مصلحة صلاح ولا المنتخب، وإلا فلنلغي المنتخب والدوري وكل الألعاب ونكتفي بصلاح حتى يعتزل وبعدها نفكر في ممارسة كرة القدم من جديد.

الحقيقة أن أفضل تكريم لصلاح ذاته هو أن يكون قدوة ويكون هناك عشرات أمثاله، لا أن يكون على رأسه ريشة.

أخيرًا، تتفق أو تختلف حول تولي حسام حسن المسئولية الفنية للمنتخب الأول، هو الآن المسئول ولم يقلل من صلاح هو أو شقيقه، وإن كان صلاح لا يريدهما فهو الآن أمام فكرة الاعتزال الدولي وعليه أن يفكر فيها، لأن هذه المرة ظروف الاعتذار جاءت رياحها مواتية في معسكر ودي، لكن في الأجندة الرسمية ستكون كل أبواب الهروب مُغلقة.

أما من سيعذر صلاح في مرات قادمة فليخبرنا متى سيسجد لـ"المو"؟.

مساحة إعلانية