مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

سيد طنطاوي يكتب: رمضان صبحي.. النجم إذا هوى

2024-01-18 12:35:20 -  تحديث:  2024-01-18 12:59:07 - 
سيد طنطاوي يكتب: رمضان صبحي.. النجم إذا هوى
سيد طنطاوي
منبر

منّ يُحيي موهبة رمضان صبحي وهي رميم؟

بين الحين والآخر تتردد الأقاويل حول مساعٍ لعودة رمضان صبحي، لاعب نادي بيراميدز إلى النادي الأهلي، ورغم أن الأمر يبدو مُغلقًا بالضبة والمُفتاح إداريًا وفنيًا وجماهيريًا، لكن هناك من يظن –وليس كل الظن إثم- أنه قادر على أن يُحيي عظام موهبة "العفيجي" وهي رميم الآن.

الأمر مُغلق إداريًا، فالإدارة التي أمهلت "رمضان" 60 دقيقة لحسم قراره في الرحيل إلى بيراميدز حينما فكر -"مجرد التفكير"- قبل 4 سنوات هي ذاتها التي لا تزال تتولى مقاليد الأمور، وبالتالي فإن عودته تبدو مستحيلة، لأن الأمر كان سيبدو عاديًا لو كان رمضان تخلى عن النادي الأهلي للاحتراف، لكن الأزمة تحديدًا كانت في تفضيله نادي مصري آخر على الأهلي، وليس أي نادي بل هو بيراميدز النادي الذي تأسس في الأساس نكاية وعنادًا مع النادي الأهلي ومسئوليه.

أما فنيًا، فالأمر لا يحتاج إلى تفسير، فرمضان هو النجم الذي هوى، إذ يبدو وكأن قدماه تبدلتا، فاللاعب الذي لقبته الجماهير بالعفيجي وهو ابن 18 عامًا، لاستطاعته المرور من أي مُدافع، هو الآن لا يفرق كثيرًا عن أي لاعب عادي في الدوري المصري، فلم يُحقق أي إضافة لناديه منذ 4 سنوات أي أنه لم يعد اللاعب الذي يصنع الفارق.

أمر آخر وهو أن النادي الأهلي ليس في حاجة لخدمات رمضان من الأساس، فلديه في مركزه رضا سليم الذي بيّن كرامات بالفعل، وكذلك حسين الشحات الذي تنتظره الجماهير في المواعيد الكبرى، وطاهر محمد طاهر، ولو كانت إعادة رمضان ستكون من أجل المهارة، فلا يزال أحمد عبدالقادر تحت طوع النادي ويمكن تهذيب موهبته وسبق أن فعلها السويسري مارسيل كولر المدير الفني للنادي الأهلي، واستفاد من مهاراته في مواقف واحد لواحد، وحل التكتلات الدفاعية.

أما جماهيريًا، فجماهير الأهلي لن تنسى لرمضان ولن تغفر تخليه عن النادي في وقت حرج، كانت ترى فيه الفارس حامي الحمى، القادر على إفاقة الفريق من كبوته، وصدمة الجماهير فيه كانت كبيرة لأن رحيله كان قبل نهائي القرن.

بعيدًا عن عودة رمضان أو لا يبقى السؤال ما الذي أوصل رمضان صبحي إلى هذا الوضع؟

هل كان أحدًا يتوقع أن يذهب المنتخب المصري لبطولة مثل أمم إفريقيا 2024 دون أن يكون رمضان أحد الحلول، مع العلم أنه ليس مظلومًا بعدم انضمامه؟

منذ سنوات، وحين كان رمضان صبحي ابن العشرين عامًا، كان سببًا رئيسًا في صعود مصر لكأس الأمم الإفريقية على حساب عملاق إفريقي هو المنتخب النيجيري، حينما صنع هدفًا لمحمد صلاح في نيجيريا، وأحرز هدف الفوز أمام أكثر من 30 ألف متفرج في المباراة التي أقيمت بالإسكندرية.

أيضًا، رمضان صبحي كان كابتن منتخب الشباب الذي فاز ببطولة كأس الأمم الإفريقية بالقاهرة، وبزوغ شخصيته القيادية في الملعب، والتي أضافت عنصر الشجاعة لمهاراته، جعلت هناك إرهاصًا بأن رمضان هو القائد المُنتظر للمنتخب الوطني الأول.

التألق المستمر والنجاحات الكثيرة له في سن صغيرة، جعل أحد عناصر المنظومة الإعلامية لمجلس إدارة نادي الزمالك السابق، يشكك في سن رمضان صبحي، ويقول: "رمضان صبحي عنده 18 سنة من 4 سنين".

الآن زادت الخبرة، لكن اختفى معها رمضان الذي عرفناه سابقًا، وبعيدًا عن الألوان خسرت مصر، رمضان قبل أن يخسره النادي الأهلي أو أن يخسر هو نفسه.

نعم، رمضان خسر نفسه وهذه هي الحقيقة التي يجب أن يصارح نفسه بها، هو الآن لامسها حينما عرف أن الوهج الجماهيري كان أحد المواد الخام التي صنعته، لذلك هو يريد العودة –وإن أنكر- للنادي الأهلي، أو حتى استبدال جماهيره بجماهير نادي الزمالك، لذلك كل الأخبار المنتشرة عن اقتراب رمضان صبحي من الزمالك هي في الأساس مصدرها رمضان ذاته، إذ يتخذها سُلمًا لفتح الطريق –إن أمكن للجزيرة- وإن لم يكن فـ"ضل الزمالك ولا ضل بيراميدز"، والأبيض قد يحيي موهبته وهي رميم الآن، وله في جمال عبدالحميد المثل لا القدوة.

رمضان لن يعود إلى النادي الأهلي، لكن ذهاب موهبة رمضان مع الريح، أمر لم يكن يتمناه له ألد أعدائه، لذلك يجب عليه أن يُقر أنه أخطأ في حق نفسه وموهبته ليرى المستقبل بعين العدل، وحينها سيكون بإمكانه أن يستكشف موقعه في المنتخب من جديد، شريطة أن يكون تفكيره بمعزل عن توجيهات حماه إكرامي الشحات.

وعليه أن يُغلق العين ويُغلق الفم ويسد الأذن عن شريف إكرامي شقيق زوجته، فمن أنكر الغفران الرباني لجماهير النادي الأهلي له، لن يكون يومًا أهلًا لإسداء النصيحة.

مساحة إعلانية