مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
«العُمر جري ولا لمحته».. هذا ما يُقال حينما يتحدث البعض عن قرب اعتزال الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي، اللاعب الذي وصل إلى أعلى مستوى في كرة القدم وترك المساحة شاسعة بينه وبين أقرب المنافسين خلفه.
عظمة ميسي الحقيقية تكمن في أنه صنع نفسه من العدم، فكل مقوماته الظاهرية تقول إنه لاعب عادي سيمر على كرة القدم مرور الكرام، ولن يذكره تاريخها أبدًا، لكن الحقيقة أنه صار الساحر الأعظم في تاريخ الساحرة المستديرة، فهو الذي يعلم بدايتها ومنتهاها، وحلمها وغضبها، وقوتها وضعفها، وكل مبارياته تصبح مسرحًا للسحر، أو يوم الزينة الذي تجمع فيه الناس لرؤية أعمال سحرة فرعون.
تكمن عبقرية ميسي في أنه لديه القدرة على مداعبة كرة القدم كما لو كانت ملتصقة بجسده، أو يربطها في قدمه بمغناطيس طرفه الموجب في الكرة والآخر السالب في قدمه.
الأمر الآخر، أنه لديه دقة في توقيتات قراراته تفوق دقة الساعات السويسرية، فالقرار لا يتأخر فيمتو ثانية، ولو قيست قراراته بالثانية لأصبح لاعبًا عاديًا، لكنه "الليو"، الذي يلعب بقدميه كما لو كان يلعبها بذراع بلاي ستيشن.
أزمة المختلفين مع ميسي ليست في أنهم يشجعون فرقًا منافسه أو لاعبين منافسين، سواء ريال مدريد على مستوى الأندية، أو البرتغالي كريستيانو رونالدو على مستوى اللاعبين، لكن الأزمة في أنهم لا يصدقون ما يفعله، لأن بالفعل ما يفعله خارق لنواميس كرة القدم، فالطفل القصير قفز عاليًا في نهائي دوري الأبطال أمام العملاق الإنجليزي مانشستر يونايتد ليحرز هدفًا عالميًا في حارسه المخضرم الهولندي فان دار سار.
ليس هناك مهارة في كرة القدم لم يقدمها ميسي على طريقته، فهناك مهارات يتفوق فيها لاعبون بدرجات متفاوتة، وهذه المهارات بذاتها أضافت لها لمسات ميسي إبداعًا على إبداعها، فكل مهارة لها مفهومان، الأول الاصطلاحي الذي أداه كل اللاعبين، والآخر هو الإبداعي الذي قدمه ميسي.
مع كل هذا، والغريب أن جماهير منافسي ميسي حاولوا التقليل منه فاخترعوا له منطقًا جديدًا يحاسبون به يشبه المقصلة، وهذا المنطق الشاذ يكمن في أنهم حينما يتحدثون عن أي لاعب وتحديدًا كريستيانو رونالدو يذكرون أمجاده الكروية وجوائزه وألقابه الفردية، أما ميسي فيذكرون ما لم يحققه، لدرجة أنهم عايروه بعدم تحقيق كأس العالم قبل لقب 2022 مع التانجو، وبعد اللقب قالوا البطولة مهداة له ولفريقه.
ميسي صال وجال داخل كل حدود كرة القدم، والآن تفرغ لممارسة كرة القدم في صومعة إنتر ميامي، فهو يريد الابتعاد عن الصخب، وفي ذات الوقت يرى أنه لم يشبع بعد من محبوبته، ويريد الاستمرار في الملاعب أكثر من باب الوفاء للمتعة التي كانت سبب تفوقه الأساسي في كرة القدم فصار الأعظم في التاريخ، في الوقت الذي لعب فيه منافسوه بحثًا عن الأرقام والألقاب فلم يحققوا أهدافهم الرئيسية، فيما حقق "الليو" أهدافه الرئيسية (المتعة) وأهدافه الثانوية (الألقاب).
معادلة ميسي المستحيلة التي فعلها، كانت وفاءًا لجدته التي كانت سببًا في أن يستمر لاعبًا لكرة القدم.
جدته كانت عظيمة لدرجة أنها صدقت حلمه، في الوقت الذي لم يصدقه ملايين حينما تحقق وشككوا فيه.. "جدته صدقت الرؤية، فيما كذب منافسوه الواقع".
يقول "الليو" عن تلك الواقعة: "قالت جدتي للمدرب دعه يلعب، لكنه رد: كيف أجعله يلعب، وهو صغير للغاية، لا يقدر على اللعب؟".
هذه حكاية أول مطالبة ليلعب ميسي كرة القدم.
وجاءت تلك المطالبة من سيليا جدة ميسي، حينما اصطحبته إلى مباراة لإحدى الفرق المحلية في مدينة روزاريو المحلية بالأرجنتين، لكن قوبل طلبه بالرفض.
من حق ميسي أن يفتخر بجدته، فمن تنبأ له بهذه العظمة يستحق هذا القدر من الوفاء.
منذ أن تعرضت جدة ميسي للرفض والإحراج آثر أن يثأر لها بالمتعة وبها أصبح الأسطورة الليو، الذي حقق هدفه الرئيسي (المتعة).
أما أهداف ميسي الثانوية المتحققة فهي:
10 ألقاب في الدوري الاسباني
4 ألقاب في دوري أبطال أوروبا
7 ألقاب كأس ملك إسبانيا
8 ألقاب السوبر الإسباني
3 ألقاب السوبر الأوروبي
3 ألقاب كأس العالم للأندية
2 لقب للدوري الفرنسي
1 كأس فرنسا
1 كأس الدوريات مع إنتر ميامي الأمريكي
كأس العالم تحت 20 عامًا
كاس العالم تحت 23 عامًا
كوبا أمريكا مع المنتخب الأرجنتيني
كأس الأبطال كونميبول–يويفا
دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية
كأس العالم
أما أهدافه الثانوية الفردية:
8 كرات ذهبية
3 جوائز ذا بيست
17 مرة في تشكيل العالم (الأكثر حضورًا)
2 أفضل لاعب في كاس العالم (الأكثر تتويجًا)
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
