مساحة إعلانية
عندما ينفرد العاشق بمعشوقه ينفصل تماماً عن العالم، ويتوحد في حضرة المحبوب ، والعشق أناني لا يحب الشراكة.
وهنا في حضرة المعشوق أذوب وانصهر، وأنسي العالم ومافيه.
هنا بين كتبي ومكتبتي وحاسوبي، وهاتفي الذي يمتلك مكتبة ضخمة، أجد العشق الحقيقي والأصيل، أشعر بالدفء وأنا محاصر هنا بين الكتب والمجلات والصحف، كل هؤلاء يرضخون لأمري، يستجيبون لرغباتي، لا يكلوا ولا يملوا أمام نهمي، ونزوتي التي لا تشبع ولا ترتوي كلما أردت.
بلا مبالغة أشعر بأنفاس الكتب حولي، عندما اربت وألمسها وأنا أزيل الغبار الراكد عن بعضها، أو أحركها من مكانها، أشعر بملمسها الذي يسري في جسدي فيمنحني تلك اللحظة الحميمة من الدفء والوصل .
هذه المسة تختلف من كتاب لكتاب، ومن مجلة لمجلة، ومن صحيفة لصحيفة، لمسات مختلفة ومتفاوتة في الدفء، ولكن لا تقل في الشوق والمحبة، والغرام الواقع بيننا ولا تستطيع كائنات الدنيا زعزعة استقراره أو السطو علي تلك المكانة العالية والرفيعة.
هذه العلاقة التي سرعان ما انتقلت من المكتبة الورقية إلي المكتبة الرقمية، وأنا أطالع علي الكمبيوتر أو المحمول أو غيره وأتصفح الكتب والمجلات وخصوصا القديم منها والنادر، أشعر بأنفاسها وهي تنقلني إلي عالمها القديم بأوراقها الصفراء، فأغوص بكلي في عالم ساحر، وانفصل تماما عن واقعي وأنا أغوص وأبحر في هذا السحر والجمال والبهاء الذي يطل من بين السطور، ومن الصور .
انتقل من كتاب إلي كتاب ، ومن مجلة إلي مجلة، ومن صحيفة إلي صحيفة، لا أكل ولا أمل ولاأشبع، ولا أدري كم قضيت من الوقت إلا بعد أن أتوقف بسبب أمر طارئ، وأمور وواجبات في الحياة لا بد من فعلها .
إنه عالمي الأثير، وعشقي الكبير الذي أخذ معظم عمري، وأعطاني حيوات وأعمار كثيرة، إنه العشق الأزلي .
ومازال حديث العشق موصولا