مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تحت سنطة في عزلة تترفع عن الأحزان.أقضي بعض الأحيان من حياتي في رحلتي المتواضعة هذه في البحث عن الجمال الإلهي والتفرد الساحر والروعة الصادقة المتجردة والابداع المتدفق والعطاء والانتماء والتواضع والرجولة والأدب والإنسانية
كان أبي يبرق ظله في عقلي عندما أري شجرة السنط وهو ممسكا بمصحفه بينما يحط النور علي وجهه فيصير أبيض كجلبابه رغم سمار بشرته .
ألوذ إلي هذه الأشجار مدفوعا بقصيدة قصيرة من كلماتي المتواضعة جدا تقول ...
في الأقاصي البعيدة تسكن الحكمة
وفي الضجيج تضيع المعاني
ربما يجد الشاعر سلواه في ذكرياته التي عاشها مع المزارعين والعمال في عيون الواحات وحقولها حيث يجلس الجميع على بساط الصفاء على رأس حقل أو تحت سنطة حنونه.
تحت سنطة حنونه
قال لي أبي ذات عصر يا ولدي
من يشرب مع أحد
في كوب واحد يكونه
يا ولدي
كل القمح الاخضر الذي أمامك
سيصفر يوما وتحصده المناجل
فكن قمحا يا ولدي ولا تبالي بالطحن
يد السارق التي لا تستطيع أن تقطعها
أتفل عليها
بون شاسع بين أياد تزرع القمح وأياد تصفق للمارقين وهنا في عزلتي يكفيني أني لا اسمع إلا تغريد الطيور وتسبيح المزارعين وصوت زغردة المياة وهي تخرج حرة كريمة من العين
العزلة تجلو صدأ الروح والخلوة جلوة فهي إلي عزلة يسبح فيها الخالق ونفكر جديا أن نستعيد إنسانيتنا تلك التي تغيب شيئاً فشيئا كشمس في شتاء قارص.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
