مساحة إعلانية
في فجر الثلاثين من يونيو، تجلّت إرادة شعبٍ لا يلين، وكتب التاريخ بدماء الأبطال فصلاً جديدًا من نضال الوطن.
إن ثورة 30 يونيو ليست مجرد حدث عابر، بل هي ملحمة خالدة، جسدت فيها مصر وحدتها وعزيمتها في وجه التحديات، وقف الشعب صفًا واحدًا مع القوات المسلحة والشرطة الباسلة، ليحمي هويته ويصون مُستقبله، معلنًا بداية عهد جديد من البناء والعدل.
في هذا اليوم، تجددت آمال المصريين، وتجلّت معاني الوفاء للوطن، لتظل ذكرى 30 يونيو شُعلة تُضيء دروب الأجيال القادمة نحو مُستقبل مُشرق ومستقر.
وهكذا، يبقى يوم الثلاثين من يونيو رمزًا خالدًا في ذاكرة الأمة، يُذكرنا دومًا بأن مصر قادرة على تجاوز المحن وصنع المُعجزات بإرادة أبنائها.
ففي كل عام، تتجدد الذكرى وتتعاظم البطولات، ليبقى الوطن شامخًا، يكتب تاريخه بأحرف من نور.
برزت في ثورة 30 يونيو وحدة الصف الوطني حين تعاضدت أصوات الأزهر الشريف والكنيسة المصرية، فكانا قلبًا واحدًا في مواجهة محاولات اختطاف هوية الوطن.
أعلن الأزهر بقيادة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب انحيازه لإرادة الشعب، مؤكدًا أن حماية مصر فوق كل اعتبار، وداعيًا إلى حقن الدماء وصون الوحدة الوطنية، أما الكنيسة، بقيادة البابا تواضروس الثاني، فقد وقفت بحكمة وشجاعة بجوار الشعب، مُعلنة أن "وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن"، وأكدت استعدادها للتضحية من أجل حرية الوطن، لتكتمل بذلك لوحة التلاحم بين أبناء مصر مسيحيين ومسلمين في لحظة فارقة من تاريخ البلاد.