مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

المبدعون

جــولة في الشــارع الأدبـي بمحـافظـة قنــا

2023-08-28 19:21:42 - 
جــولة في الشــارع الأدبـي  بمحـافظـة قنــا
محمود أحمد الحكيم

الـشـــارع الأدبــي يعده ويقدمه / فضل محمد إبراهيم 
أثناء جولتي الممتعة بالشارع الأدبي أجدني متجولا بمحافظة قنا ،  بمركز قوص العريق ، كان الموعد مع صديقي الأديب والروائي المبدع / محمود أحمد الحكيم
ولنتعرف معا على أديبنا المبدع من خلال سيرته الذاتية :
الاسم / محمود أحمد الحكيم 
تاريخ الميلاد / ١٩ / ٧/ ١٩٨٣
الوظيفة / معلم  أول بالتربية والتعليم 
يقيم بمركز قوص ، قرية المعري ، قنا  
صدر له  : 
- "جنة الصبار  " رواية ٢٠٢٠
له تحت الطبع :
- المعري الجديدة  رواية
- "ملاك وشيطانة " مجموعة قصصية 
- " عصر المر " رواية 
- " المعري ٢٠٠٠"  
- نشر له العديد من المقالات والقصص فى الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية  والمنتديات 
وتنشر منبر التحرير احدى قصصه القصيرة بعنوان :
 "نقشـوش مـن المــاضـي"
                                     محمود أحمد الحكيم
كنت أشتاق إلى الجلوس تحت تكعيبة العنب في قريتنا التي هجرتها من زمن تسترسل ذكريات المكان وجلوسي علي حجرها  المنقوش بالفرعوني ،  طالما تحدث الناس أن  الحجر تحته مقبرة عظيمة ،أو هو سقف لبوابة معمل التحنيط هكذا كانوا يقولون ، لم أعبأ بهذا في صباي ولكن جدي حاول أن يبعد العيون عن هذا المكان فعاونه أبي في زراعة محيط البيت عنبا وموزاً  وسياج نخيل لتغفل الأعين الرواصد لدارنا ،فربما يكثر الحديث عن كنز الفراعنة فيصادر البيت ويُنبش قاعه ونطرد منه بحكم القانون ،  كبرت العنبة وكبرت معها وتشابكت فروعها ونمت متسلقة ملتفة علي ضلوع الخشب ،كأنا تماما ًفلا أعلم من منا قلّد الآخر ؟ العنبة لا حيلة لها في أن تكبر  وتنمو  ورهان نموها تسلقها واتساع رقعتها  ، وكأنى اتخذتها مثلاً ، سافرت وأحلامي في حقيبتي ضمن ملابسي البالية ، حلمت بالعمل الحر  ، فكم سمعت عن شوارع تجارية بالقاهرة  محلات كبيرة ربما تكون لمالك واحد ، ولما لا أذهب إلى هناك لأملك كما ملكوا  في الموسكي أو التوفيقية  وأتاجر كما تاجروا فليس ذلك ببعيد ،لم يكن لى حظ في التعليم أدخلني أبي  الكُتاب لأحفظ القرآن على يد الشيخ " كلام " هكذا استبدل الناس اسمه من "ماضي " لثرثرته وكثير عظاته الفصيحة ، كان يقول له الصبية  سيدنا ، تعرض لي بالكُتاب - من أول يوم-  ضرباً وغلاسة ، حنقت بهم  ، ضربت منهم حمدان باللوح على أم رأسه خاف الصبية وابتعدوا رعباً من رؤية الدم يتدفق من رأس حمدان  وخفت عقاب سيدنا الذي حضر من فوره يسب ويلعن اليوم الذي  دخلت فيه  الكُتاب :
- الله يلعنك وأبوك في كل كتاب .
، وأغلق باب الكُتاب ،و علق الفلكة وأحكم رواد الكُتاب القدامى وثاقي ، استغيث وأصرخ ، وكذلك يصرخ حمدان من جرحه :
- أه يارأسي  بموت ياسيدنا .
والصبيان  بصوت عال: 
-  أينما توجهه لا يأتي بخير. 
مهملين ألواحهم وقراءتهم  بالفرجة علي الجرو المعلق ، وليس من مجيب ولا منقذ لي من يد سيدنا  ،   طردني بعد أن أخذه الجهد من الضرب والسب  ،وأخذ يضمد جرح حمدان المتسع فوق جبهته ، وفي المساء أكلت علقة من أبي بعد أن ذاع صيت المعركة ، قابله  سيدنا وقص له قصة الصباح والجرح الغائر ولطف الله في نجاة المصاب ، أمره بالذهاب إلى شرقاوي والد حمدان لترضيته بدلا من الوقوع في إشكالات تجر مصائب علينا  علي أثر ذلك الجرح  فالمسألة لا تزيد عن شجار صبيان  ، وأضعف المصائب شكاية عند المأمور الجديد . وبعد كل هذه السنين لا أزال أشعر بأثر الفلكة ورباطها حول ساقي  يؤلمني كأنه اليوم ،تبددت أحلام أبي في حفظي القرآن وتعليمي .. أتعبته كثيراً  ، حاولت التنقيب  عن كنزنا تحت التكعيبة منعني وأفصح  لي عن السر و لا شئ تحت الحجر وأنه منقول من أنقاض معبد "حور"  إلى سفح الدار لفحص نقوشه من بعض المنقبين الأجانب الذين كانوا يقيمون هنا أيام جد جدي  ، وفي غفلة منا وبين يوم وليلة صحونا  ولم نجد الحجر  تحت التكعيبة ، مات أبي عليه  كمداً  ، وذبلت العنبة بعده وتهاوت التكعيبة وقد مرت سنين غربتي وعدت  أجتر  الماضي  في فضاء الدار  .

مساحة إعلانية