مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

الشاعر الدكتور مصطفي رجب يكتب: قصة قصيرة

2024-09-14 18:33:29 - 
الشاعر الدكتور مصطفي رجب يكتب: قصة قصيرة
الشاعر الدكتور مصطفي رجب
منبر

الحاج حسن يملك ثمانية قراريط أبا عن جده  من ألف عام !!
ويعيش في بيت صغير ( 80 مترا ) مبني بالطين على حافة هذا الحقل أبا عن جد من ألف عام !!
رزقه الله بولد وحيد هو فرغلي حصل على بكالوريوس تجارة بتقدير جيد جدا من خمسة عشر عاما تقدم خلالها بمؤهله إلى ثمانين إعلانا عن وظائف فلم يجد تعيينا لانعدام الواسطة . فاشترى عربة يد وسرح بها يبيع عليها أمشاط كبريت وولاعات ومناديل ورقية وألوانا من اللبان . 
وعندما تقدمت السن بالحاج حسن قرر تزويج ابنه الوحيد ليفرح به فباع كل ما يملك وهو جاموسة وعنز وثماني بطات وست أوزات  وبنى هذا  البيت الصغير ( 80مترا) بالمسلح وصبَّ الطابق الأول وسقف الطابق الثاني بجريد النخل ليكون شقة صغيرة ليزوج ابنه الوحيد على حافة أرض هذا الحقل الذي يملكه  أبا عن جد  من ألف عام !!
علمت الحكومة الموزمبيقية بهذه الجريمة النكراء ...
وفور انتهائها من استرداد الأرض التي استولى عليها صفوان وآل سيده وشركاؤهم  
وفور انتهائها من استرداد الأرض التي استولى عليها صفوان  وآل سيده...............  
وفور انتهائها من استرداد الأرض التي استولى عليها صفوان ..................................
وفور انتهائها من استرداد الأرض التي استولى عليها شركاء..............................................
 ............... جاءت بلوادرها 
وجراراتها 
ومصوريها  
ودمرت ال 80 مترا فوق رأس الحاج حسن
 الذي رفض الابتعاد عن بيته 
فسقط الرجل العجوز ميتا مضرجا في دموعه وهو يشاهد هدم بيت كان مبنيا بالطين أبا عن جد  من ألف عام !!
في الوقت نفسه وفي اللحظة نفسها التي كان الحاج حسن يشاهد تدمير بيته ، وتدمير حلم تزويج وحيده ، كان وزير التعليم الموزمبيقي يبشر آلاف المليونيرات بأن البنوك ستقرض أبناءهم قرضا حسنا ليسددوا رسوم المدارس الأجنبية !! 
و في الوقت نفسه وفي اللحظة نفسها التي كان الحاج حسن يشاهد تدمير بيته ، وتدمير حلم تزويج وحيده ، كانت راقصة عارية في الساحل الموزمبيقي الشمالي تدوس على آلاف الجنيهات الملقاة عليها من السكارى حولها . 
وفي الوقت نفسه وفي اللحظة نفسها التي كان الحاج حسن يشاهد تدمير بيته ، وتدمير حلم تزويج وحيده ، كان أحد الشيوخ على قناة لا يراها أحد منغمسا في تفسير اختلافات أهل " العلم "  حول اسم كلب أهل الكهف !! 
وفي الوقت نفسه وفي اللحظة نفسها التي كان الحاج حسن يشاهد تدمير بيته ، وتدمير حلم تزويج وحيده ، كان رئيس تحرير صحيفة قومية يزف إلى الموزمبيقيين بشرى توزيع وزارة التموين زيت تموين مغشوشا يتحمل ثمنه – إجباريا!! - الفقراء الذين مازالوا يعتمدون على بطاقات التموين !! 
ويتجمع من ثمنه ملايين الملايين للمصنع الذي ينتج تلك الزيوت والذي لا يعرف أحد اسم مالكه !! 
اللهم ارحم الحاج حسن والطفْ بابنه الوحيد 
اللهم ارحم الحاج حسن والطفْ بابنه الوحيد

مساحة إعلانية