مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

الشاعر الدكتور مصطفي رجب يكتب:أيامي السابقات ( 2)

2024-09-06 02:47:25 - 
الشاعر الدكتور مصطفي رجب يكتب:أيامي السابقات ( 2)
الشاعر الدكتور مصطفي رجب

كان ساكن الغرفة الوسطى كما قلت سابقا موظفا في الهيئة العامة للكتاب ، ويلعب في السنوات الأولى من الخمسينيات أو نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات ، ولم يكن متزوجا ، مع أنه عاش قصص حب كثيرة - من طرف واحد – وكان حشاشا عظيما ، وأفيونيا صميما ، وكنت أستغرب حين ينزل مساء  بعض الأيام فيشتري ما يشاء من الحشيش والأفيون ، وحين أسأله كيف ومن أين يحصل على تلك المكيفات ، كان يصف لي المحل الذي يشتري منه .
 قلت له : لقد رأيت بعيني رجال المطار يأخذون من رجل مسنّ ومن امرأة كبيرة كل ما معهما من ( الفريك) أو ( الملوخية) ويفرغونه في براميل الزبالة لأن من الممنوع عندهم دخول أي مأكولات لأرض بلادهم ... فكان يقول إن تلك المخدرات تأتي من بلادها إلى هذه البلاد ضمن معلبات مسموح باستيرادها لكن على علبها علامات لا يفقهها أهل الأمن في المطارات والمواني ...!!
وكان يحدثني عن رئيس له من الصعيد ، كان يوقع لموظفين على إقرار تسلم العمل ويوقع لهم – هم أنفسهم – على قرارات خروجهم إلى المعاش !! فلما يرى استغرابي يشرح لي قائلا : كان ذلك الصعيدي رحمه الله كلما اقترب من سن الستين يذهب بنفسه إلى إدارة شؤون العاملين ويطلب ملفه ، فيسحب منه شهادة ميلاده ويضع شهادة ميلاد جديدة ينقص فيها عمره نحو عشر سنوات أو أكثر !! 
وبالفعل كنت أعرف أن هذا المحكي عنه عينه النحاس باشا عام 1944 تقريبا وظل في الخدمة حتى توفي وهو على رأس العمل أواخر السبعينيات ،
وكان تعيين النحاس باشا له غريبا فقد كان النحاس باشا إذا خرج من الحكم يسافر من وقت لآخر - بالقطار- من القاهرة إلى طنطا أو الاسكندرية ، فكان يتعرض لمضايقات وربما لتهور من أتباع خصومه السياسيين ، فجاء له  هذا الصعيدي باثنين  لا يفارقانه من فقراء الصعيد واشترى لهما  بندقيتين ورخصهما لهما ... وبالفعل لما عادت الوزارة للنحاس باشا عينهما غفيرين نظاميين حكوميين ...
 .. 
ونستكمل لا حقا ....

مساحة إعلانية