مساحة إعلانية
كتب- سيد طنطاوي:
في كل التاريخ الكروي المصري، يظل حسام حسن وتوأمه إبراهيم، هما النموذج الأفضل ومضرب المثل في الإخلاص والعزيمة، وكل هذا بلغة الأرقام الكروية التي لا تكذب ولا تتجمل، إنما هي لغة مكتوب بالعرق في المستطيل الأخضر.
حينما نتحدث عن حسام وإبراهيم حسن، يمكن أن تتحدث عن الثنائي مجتمعين، أو منفردين، وفي اجتماعهما أو الانفراد بأيٍ منهم ستجل في كل الحالات نفسك لديك مادة خصبة تقدم لك أسطورتين يستحقان تخليد مسيرتهما وأن تحتويهما الكتب والمؤلفات الرياضية.
النموذج
كان حسام حسن نموذجًا للمهاجم الذي يفضله المدربون دائمًا، فلم يكن يبحث عن اللقطة أو الشو، بل كان يعرف مهمته البسيطة التي يجهلها كثير من المهاجمين الآن، إذ كان يعرف أن مهمته أن يحرز الأهداف داخل الشباب بأكثر الطرق دقة وأمانًا، فلم يُضبط مرة مستعرضًا، بل كان هدفه الشباك فقط، لذلك هو الأسطورة حسام حسن.
أسطورة منذ الانطلاقة
منذ اللحظة الأولى لتصعيده هو وشقيقه إبراهيم لفريق كرة القدم بالنادي الأهلي، وهما يلعبان بشكل أساسي مع الفريق، وكانت البداية والانطلاقة في النصف الأول من ثمانينيات القرن الماضي.
ويعد حسام حسن صاحب أطول مشوار للاعب في الملاعب المصرية إذ أنها مسيرة كلاعب استمرت ما يزيد على العقدين من الزمان.
أبو الجرينتا
وبعيدًا عن لغة الأرقام التي تنحاز لحسام حسن، فإن أهم ما يميز المهاجم القناص، إنه يعود أقوى مما سبق كلما توقعوا نهايته، وكلما تقدم في العمر، أصبح كمن تعتق مع كرة القدم، فصار جزءٍ منها، وبينهما حديث كروي بلغة لا يعرفها غيرهما.
فاز حسام حسن ببطولة كأس الأمم الإفريقية مع المنتخب المصري عام 1986 وهو ابن 20 عامًا، وبعدها شارك في كأس العالم 1990 وكان أحد علاماته المميزة، وهو الذي تحصل على ضربة الجزاء أمام هولندا وسجلها اللاعب مجدي عبدالغني، بل وكان صاحب هدف الصعود في الأساس أمام الجزائر.
كان دومًا حسام حسن على موعد مع التألق حينما يتوقع الجميع أنه بلغة الكرة بـ"يشطب"، والبداية بعد عودته من رحلة احتراف في نادي باوك اليوناني عام 1992، وانتقد البعض قرار النادي الأهلي لعودته باعتبار أنه كان في ذلك الوقت من العوامل الأساسية لإعادة الدوري العام للنادي الأهلي بعد غيابه 3 سنوات، وكان العُرف المتعارف عليه أن اللاعبين نهاية مشوارهم مع الساحرة المستديرة قبل الثلاثين عامًا، وهو ما رفضه حسام حسن وضاعف عمر مسيرة اللاعبين المصريين في الملاعب حتى 40 عامًا وربما يزيد.
التألق مستمر
عاد حسام حسن من اليونان وقاد النادي الأهلي بالفعل لاستعادة الدوري العام، وحقق ما حاول الكثيرون التشكيك فيه.
هنا ضرب لنا حسام حسن مثالًا مصريًا رائعًا لكيف تكون الجرينتا، وقال لنا بحسه الكروي المرتفع دائمًا: "الجرينتا أصلها مصري مش إيطالي.
مرة أخرى أثبت أنه عنوان الجرينتا في كرة القدم، حينما استدعاه الجنرال الراحل محمود الجوهري، على رأس قائمة المنتخب وكابتنها لبطولة كأس الأم الإفريقية 1998، وانطلقت الأقلام تنتقد حسام حسن واختياره باعتباره ابن 32 عامًا وقتها ولقبه البعض حينها بالعجوز، لكنه كعادته لعب حسام حسن البطولة وكان كلمة السر في الفوز بالبطولة الرابعة لكأس الأمم الإفريقية في تاريخ الفراعنة، بل وكان هداف البطولة بسبعة أهداف بالتساوي مع الجنوب إفريقي مكارثي.
وكانت هذه البطولة ملحمية لكتيبة الجنرال محمود الجوهري، خاصة أنه كسب رهانه ضد الأقلام التي هاجمته على اختياره لحسام حسن من الأساس، وبعدما كسب الرهان، ومعه قطعًا حسام حسن، كانت تلك خطوة جديدة في نظرية اسمها حسام حسن للاستمرار في الملاعب.
كان حسام حسن –ولا يزال- هو صاحب قرار استمرار اللاعبين المصريين في الملاعب لما بعد الثلاثين بل وحتى العقد الرابع من العمر.
بعد بطولة إفريقيا 1998 ظن البعض أنها أفضل ختام لمشوار حسام حسن في الملاعب، لكن استمر حسام حسن لاعبًا كما يقول كتاب كرة القدم.
تحدي جديد
بعد عامين من رفع كأس بطولة أمم إفريقيا 1998، كان حسام حسن على موعد مع تحدٍ جديد، أقسم فيه البعض أنه أسوأ خاتمة لحسام حسن، لكنه كعادته رد على المشككين في الملعب، وكانت هذه الخطوة هي انتقاله لنادي الزمالك وهو ابن 34 عامًا، بل إن بعض اللاعبين الزملكاوية في الأساس رفضوا الصفقة، لكن حسام فاجئ الجميع كعادته، وكتب تاريخًا جديدًا لنادي الزمالك، إذ لعب مع الأبيض 110 مباراة وسجل 57 هدف، وأحرز البطولة العربية والدوري المصري ودوري أبطال إفريقيا وبطولات أخرى، ورحل عن النادي عام 2004، وانتقل إلى النادي المصري البورسعيدي لعب معهم حتى عام 2006 شارك في 53 مباراة وسجل 18 هدف.
في عام 2006 رحل إلى نادي الترسانة، وظن البعض أنه ختام مشواره الكروي، لكن فاجئ الكابتن حسن شحاته، الجميع باستدعاء حسام حسن، لقائمة المنتخب المصري لبطولة أمم إفريقيا 2006، وهو ابن 39 عامًا ونصف.
كان شعار استدعاء حسام حسن هو التكريم، لكن رفض حسام حسن هذا الشعار وأحرز هدفًا في مباراة الكونغو يليق بمشوار حسام حسن، وكان سببًا رئيسيًا في حسم المباراة الثالثة في مجموعة المنتخب التي كانت تضم المغرب وليبيا وكوت ديفوار، ففي المباراة المصيرية الثالثة بعد الفوز على ليبيا والتعادل مع المغرب، كانت المباراة حاسمة أمام كوت ديفوار، وبعدما كانت النتيجة تسير في اتجاه التعادل بهدف لهدف، صنع حسام حسين هدفي الفوز لأبو تريكة وعماد متعب، ليقدم لنا درسًا جديدًا في كيف تُلعب كرة القدم.
بعد تحقيق بطولة إفريقيا 2006 حقق رقمًا قياسيًا جديدًا وهو تحقيق بطولتي إفريقيا الفارق بينهما 20 عامًا وهما بطولتي 1986 و2006.
التجديد ومشوار جديد
بعد البطولة ظن البعض أن حسام حسن مشواره في الملاعب انتهى ليفاجئ الجميع باستمراره في الملاعب لما يقرب من موسمين آخرين.
وكعادته لم يرحل إلا لتحدي جديد كمدرب وهو إنقاذ النادي المصري من الهبوط، وهو ما نجح فيه بالفعل، بعدما استدعاه الحاج سيد متولي لقيادة المهمة ونجح فيها بالفعل.
إنهاء خرافة الكهولة
يُحسب لحسام حسن، مع كل إنجازاته الكروية الكبيرة، أنه كان سببًا في رفض اللاعبين فكرة الاعتزال المبكر وأنهم لديهم الكثير ليقدموه فيكفي أن ترى هذا الموسم في الدوري لاعبين مثل محمد نجيب مدافع الداخلية وشريف إكرامي حارس بيراميدز وهم يبلغون من العمر 40 عامًا وغيرهم لاعبين فوق الـ36 عامًا.
يكفي في تاريخ حسام حسن أن الكثير من المهاجمين الذين نتغنى بهم وبمشوارهم مثل أحمد بلال وأسامة حسني وعماد متعب ومحمد فضل، قالوا إن حسام حسن هو أسطورتهم التي ساروا على نهجها.
حسام حسن محترفًا
في موسم 1991/1990 انتقل إلى باوك سالونيكا اليوناني لعب معهم 21 مباراة وسجل 6 أهداف.
وفي موسم 1992/1991 انتقل إلى نادي نوشاتل زاماكس السويسري لعب معهم 11 مباراة وسجل 7 أهداف، منهم رباعية في مرمي سلتيك الإسكتلندي في كأس الاتحاد الأوروبي «الدوري الأوروبي» حالياً، وهو ضمن أربعة لاعبين فقط على مر التاريخ أحرزوا أربعة أهداف في مباراة واحدة في بطولة لأندية أوروبا.
بعد تألقه السريع مع باوك تلقى عرضاً من لاتسيو الإيطالي، إلا أنه نظراً لمعاناة ناديه الأهلي في الدوري المحلي طلبه مسؤولو النادي ليعود في عام 1992 وتعود معه البطولات حيث لعب معهم حتى عام 1999 شارك في 194 مباراة وسجل 96 هدف.
موسم 2000/1999 انتقل إلى نادي العين الإماراتي ولعب معهم 10 مباريات وسجل 3 أهداف.
مشوار حافل
هو أكثر اللاعبين تسجيلًا للأهداف مع المنتخب المصري برصيد 83 هدف منها 18 هدف بمباريات ودية وهو بذلك من أصحاب أعلى سجل تهديفي دولي في القارة السمراء، والخامس عشر في تاريخ اللعبة والثاني في أفريقيا هو ثاني أكثر لاعبي منتخب مصر والدول الأفريقية مشاركة في المباريات الدولية برصيد 170 مباراة.
يتصدر قائمة تشمل سبعة لاعبين سجلوا أكثر من 100 هدف في الدوري المصري برصيد 176 هدف.
اختير ضمن قائمة شملت أفضل 1000 لاعب شاركوا في بطولة كأس العالم على مر التاريخ وذلك بعد مشاركته الفعالة في كأس العالم 1990 بإيطاليا.
إبراهيم الأسطورة
لا يمكن أن نذكر جرينتا حسام حسن وننسى الأسطورة الأخرة إبراهيم حسن توأمه ورفيق مشواره، فهو أفضل ظهير أيمن عرفته الكرة المصرية، باختيار حتى أبناء مركزه، فهو النموذج المثالي للباك اليمين.