مساحة إعلانية
كتب- سيد طنطاوي
ما إن خرجت أحاديث من النادى الأهلى عن اعتزام محمود الخطيب عدم خوض انتخابات النادى المقبلة، حتى تحول الأمر إلى ساحة اشتباكات فيسبوكية واتهامات وتخوين، حتى أعلن ذلك بشكل رسمي وكان الأمر عاديًا، لكن هناك من ظن أن الأمر جد فعلًا.
ولم يُدرك هؤلاء أن الأمر ليس إلا مُناورة من الكابتن لاستثارة الجماهير، واستجداء تعاطفها، فبيبو سرعان ما أعلن تراجعه، بدعوى أن الجماهير قد طالبته بالعودة، وهو ما لم يحدث وكان الأمر أشبه بمشهد الفنان عادل إمام وهو يُنادي أيتها الجماهير العريضة.
الأزمة هنا أن التقييم الموضوعى قد غاب، فالبعض يرى فى الخطيب منزهًا رياضيًا لا يخطئ، والبعض الآخر يراه سبب كل الخطايا فى النادى الأهلى والأندية المجاورة.
البعض ذهب إلى تقييم محمود الخطيب بناءً على فترة تواجده فى الملاعب لاعبًا، مع العلم أن بيبو اعتزل عام ١٩٨٧، أى أنه مر على اعتزاله ٣٨ عامًا ما يؤكد أن التقييم الموضوعى والموقف الآنى فى الأهلى بينهما محيطات وبحيرات والتقريب بينهما يكاد يكون رابع المستحيلات بعد العنقاء والغول والخل الوفي.
كما يرى هذا الفريق أن كل خير فى الأهلى خلال فترتى بيبو فى رئاسة النادى إنما ما كان للأهلاوية أن يعرفوه لولا وجود الكابتن وكأن النجاح الأهلاوى حكراً على اسم بيبو فقط وهذا نوع من التطرف فى حب الأشخاص وهو أحد آفات بلادنا، أو قد يراها البعض نوعًا من الدروشة فى حب بيبو.
من حق هؤلاء أن يروا فى بيبو أسطورة وهو بالفعل أسطورة كروية، والكرة فى أساسها قائمة على عوامل عدة منها المهارات الشخصية والحظ والتوفيق، لكن الإدارة فهى علم قائم على العلم والخبرة والحسابات التى تقول ١+١=٢، وبالتالى المنهج ووجه المقارنة مختلفان تمامًا.
التقييم فى الإدارة يا سادة يكون موضوعيًا أى أنه يكون أخطأ وأصاب، لديه نجاحات وإخفاقات أما أن يكون الأمر قائم على الحب والكراهية فهذا يعنى العودة للوراء.
الحقيقة الثابتة فى فترة بيبو الأخيرة فى النادى الأهلى أن القرارات فى قطاع الكرة تحت أمره وحكمه هو فقط، قد يقول قائل، لكن هناك لجنة كرة ولجنة تخطيط وشركة كرة والحقيقة أن كل هذه اللجان بمسمياتها المختلفة والشركة أيضًا دورها استشارى فقط والقول ما قال بيبو.
وطالما أن بيبو استأثر لنفسه ما هو ليس ممكناً لغيره فيجب أن يقبل المحاسبة بل يرتضى النقد كما أطربه المدح.. هكذا تستقيم الأمور.
أجاد بيبو وأخطأ، وارتكب خطايا منها علاقته برئيس هيئة الترفيه السعودية ترك آل الشيخ والتى انعكست اضطراباتها على النادى الأهلي.
أخطأ بيبو فى «البخل الدولاري» فى استقدام المدربين للنادى بدليل سواريش وروبيرو، لكن مع هذا لابد أن نقول أن الأهلى فى فترتى بيبو أحرز ٤ بطولات دورى أبطال أفريقيا و٣ برونزيات كأس العالم للأندية.
لكن بيبو هو ذاته الذى بخل فى استجلاب اللاعبين وهو ما ألمح إليه المدرب السويسرى مارسيل كولر حينما سأله أحد المذيعين ماذا ستفعل له أعطاك رئيس النادى الأهلى أكبر ميزانية فى تاريخ النادى فقال الكابتن لن يعطينى ودخل فى نوبة ضحك.
أيضاً أصابع الاتهام الموجهة لبيبو بالتفريط فى مبادئ النادى بالتعاقد مع إمام عاشور فيها شيء من الوجاهة والمنطق.
بيبو يجب أن يخضع للتقييم فالأهلى أكبر منه، ونحن عرفنا الأهلى قبل بيبو ومعه وبعده فالأهلى باقى والأشخاص راحلون كما قال الأسطورة.
دراويش بيبو لهم كل الحق فى تمجيده لكن ليس لهم حق فى الغضب من مقيّميه.
حبي للأهلى أكبر من حبى للخطيب وأكره التطبيل والدروشة للأشخاص مثل كرهى للظلم.
بيبو ليس منزهًا.. والموضوعية وحب الكيان سبب خلوده.. الأهلى فوق الجميع وأولهم الخطيب.