مساحة إعلانية
لقد أصبح من المعلوم لدينا أن ما تقوم به إسرائيل في غزة ليس مجرد البحث عن قادة حماس للتخلص منهم - بل إن الأمر أكبر من ذلك وأجل ظلما - لقد كشفت إسرائيل عن نيتها المبيته في القضاء نهائيا علي ما تبقي من أهل فلسطين والسيطرة والهيمنة الكاملة علي ما تبقي من أراضي فلسطينية ، بدأت الخطة بأحداث السابع من اكتوبر ٢٠٢٣ والتي أظن أنها كانت أولي حلقاته وتتابعت الحلقات من بعده لتجر من بعدها أكبر مأساة إنسانية شهدها العالم في حداثته ، مخطط بات من الواضح فيه أنه مد شباكه للعالم بأجمعه ليجمع قواعد اللعبة بين يديه ، وقف العالم في صمت غريب ليعلن الدعم الكامل للعدوان الإسرائيلي وعلي رأسهم - البيت الأسود - وفي غياب الضمير العربي الذي أصبح في تعداد الموتي بدأ المخطط ينفذ علي أرض الواقع بكل ما تملكه القوة الغاشمة من عدوان - وها هو - المخطط الذي نفذ بإحترافية العدوان الرباعي الإسرائيلي والأمريكي والفرنسي والبريطاني يصل إلي مبتغاه الأخير ، استطاع هذا المخطط أن يحصر أهل غزة في شريط ضيق علي حدود رفح، بل إنها لم تكتف بذلك فادعت كذباً أن مصر هي التي تمنع دخول المساعدات لأهل غزة وإعمال غلق المعابر الحدودية ، وهذه هي الحلقة الأخيرة في سلسلة المخطط الصهيوني ، ليصبح الخيار صعبا ، أما الإبادة الجماعية لأهل غزة أو فتح الحدود المصرية علي مصراعيها لاستقبال ما تبقي من أهل فلسطين ويكتمل مخطط التهجير القسري الذي رفضته مصر رفضاً باتاً ، ولكن اللعبة الصهيونية باتت ترسل للعالم بسيل من الشائعات بأن مصر هي من تقف حجر عثرة الآن للحفاظ علي سلامة ما تبقي من نسل الفلسطينيين ،لك الله يا مصر ، لقد أصبحت ما بين فكي رحي إما الاستسلام بفتح الحدود أمام النازحين من أهل غزة وبهذا تنتهي القضية الفلسطينية للأبد ولا يصبح لها محلا من الإعراب في أي محكمة دولية ، وهذا ما تخشاه القيادة السياسية المصرية والتي كشفت وأعلنت مبكراً رفضها لهذا المخطط ، أما الفك الآخر هو الذي يقود مصر للخوض في غمار الحرب مع إسرائيل إن تمسكت إسرائيل بتنفيذ مخططها الاستعماري والتعدي علي الحدود المصرية وخرق اتفاقية السلام، الموقف ليس سهلاً في غياب الوعي العربي النائم في أحضان توافه الأمور ، مع تجربة مصرية مريرة خاضتها في أحداث السادس من اكتوبر لعام ١٩٧٣ حتي وإن تحقق فيها النصر ، فهل نستطيع أن نقول : إذا هي الحرب ؟ أم أن الأمر ليس سهلاً ؟
hyasser10@yahoo.com