مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

قضايانا

هل انتهت أزمة سد النهضة بزيارة أبي أحمد إلي القاهرة؟

2023-07-27 21:19:53 - 
هل انتهت أزمة سد النهضة بزيارة أبي أحمد إلي القاهرة؟
الرئيس السيسي وآبي أحمد

الأسباب الحقيقية وراء تغير موقف أديس أبابا وعلاقة أزمة السودان بملف مياه النيل

إيمان بدر 
مع الإعلان عن انعقاد مؤتمر قمة دول جوار السودان الذي شهدته القاهره مؤخراً لم يتوقع الكثير من المراقبين أن يشارك رئيس الوزراء الاثيوبي أبي أحمد في هذا المؤتمر بالرغم من كون بلاده لها حدود طويلة مع السودان برية ومائية، وهي أيضاً من الدول التي يتسرب إليها اللاجئين السودانيين إبان الأزمات ناهيك عن وجود نزاع حدودي من الأصل بين البلدين، ولكن بالرغم من هذه الملابسات توقع المراقبون ألا يحضر أبي أحمد شخصياً علي خلفية توتر العلاقات بين بلاده والقاهرة بسبب أزمة سد النهضة الاثيوبي وإصرار حكومته علي استكمال عمليات الملء التي وصلت إلي الملء الرابع، ومن ثم كانت المفاجأة هي حضوره بنفسه بل وبدا ودودا باسما خلال زيارته للعاصمة الإدارية الجديدة التي أبدي إعجابه بها.
ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد بل تمخضت الزيارة عن إعلان استئناف المفاوضات بشأن سد النهضة وتحديد إطار زمني ٤ أشهر للوصول إلي اتفاق ملزم لجميع الأطراف، وبالرغم من إيجابية هذه الخطوة وتأكيد بعض الخبراء علي أنها مؤشر لعودة الدفء إلي العلاقات المصرية الإثيوبية ولكن برزت تساؤلات ومخاوف من نوعية أن رئيس الحكومة الإثيوبي نفسه مواقفه متغيرة سبق كما أنه يواجه اتهامات داخلية تتعلق بمشروع سد النهضة نفسه ولديه رأي عام معارض يطالبه بفتح هذا الملف ليصبح استكمال ملئ وتشغيل السد هو الحل الوحيد لإنقاذ شعبيته أو ربما إنقاذه هو شخصياً من المحاكمة، وعلي جانب آخر هناك دولة سودانية شريكة في المفاوضات وصاحبة مصلحة مباشرة في هذا الملف تواجه مخاطر تصل إلي الغرق تحت مياة السد ولكنها الآن تعيش حرب أهلية تهددها بتقسيمها وتمزيق إرادتها ومن ثم يصعب تطبيق مصطلح اتفاق يرضي جميع الأطراف علي أرض الواقع لأن من بين هذه الأطراف دولة منقسمة إلي جبهات متنافرة متصارعة فيما بينها، بينما يرفض ممثل الدولة مجرد الجلوس مع الطرف الآخر ( ميليشيات الدعم السريع) لكي لا يكسبها اعتراف بشرعيتها وهو ما يعني استحالة الوصول إلي صيغة ترضي الطرف السوداني وحده.
وفي سياق متصل يؤكد البعض أن الدول التي كانت قد وعدت اثيوبيا بالاستثمار في سد النهضة ومشروعات توليد الكهرباء قد تخلت عنها لأسباب تتعلق باضطراب الأوضاع علي حدودها علي خلفية أزمة السودان من ناحية وبسبب أزمة الطاقة العالمية وما خلفته من ضغوط اقتصادية علي الجميع من ناحية أخرى، فيما ذهب آخرون إلي أن مصر استخدمت سلاح الردع والتلويح بإمكانية التدخل العسكري في تصريحات من نوعية أن كل الخيارات مطروحة وأن القيادة السياسية لن تسمح بالمساس بأمن مصر المائي مهما كانت الظروف، وهو ما دفع أديس أبابا إلي التراجع أو دفع الدول التي تدعمها إلي التخلي عنها، خاصةً وأن إحدي هذه الدول الداعمة للسد كانت تركيا التي تسعي الآن وتعمل جاهدة علي تحسين علاقتها مع مصر، التي أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن من يتعاون معها هو المستفيد ومن يعاديها هو الخاسر الذي لن يتمكن من إيقاف مسيرتها أو إلحاق أي ضرر بها.
وعلي أية حال تعد زيارة ابي أحمد للقاهرة وتحسن العلاقات مع تركيا وقطر دليل دامغ علي نجاح الدبلوماسية الرئاسية المصرية وقدرتها علي رسم خريطة العلاقات الخارجية للبلاد علي الصعيدين الإقليمي والدولي بشكل متوازن يقوم علي الندية وحماية مصالح مصر بل وتحقيق مصالح مشتركة للجميع وهو ما يجعل جميع الأطراف الآن تسعي للتوافق مع القاهرة.

مساحة إعلانية