مساحة إعلانية
أحدثت وسائل التواصل الإجتماعي نقلة كبيرة في التواصل بين الأصدقاء والمعارف وحتى أفراد الأسرة الواحدة، فقد أصبحت وسيلة لبعض المجاملات من تهنئة ومباركة أو حتى تعزية.
وبالرغم من أن هذا الأمر أثر سلباً على بعض العادات والتقاليد في المجتمعات، وبات البعض منا، يتخلى عن تقديم بعض الواجبات ، ويكتفي بـ مسدج أو بوست أو تدوينة على أحد مواقع التواصل.
لكن ما هو أكثر سلبية وأشد تأثير على واقع المجتمعات ، هو التعامل مع وسائل التواصل الإجتماعي بـ مبدأ أحاديث النميمة الجانبية، و الفضفضة مع بعض المقربين.
فقد إختلط الأمر عند البعض، وأصبح لا يفرق بين ماذا يكتب أو يتحدث به، على وسائل التواصل الإجتماعي، وبين حديث جانبي مع أحد المعارف على جنبات الطريق.
وما زاد الأمرعبثاً، هو بحث البعض عن التربح من وراء فيديوهات البث المباشر أو ما يعرف بـ "اللايف"، بالإضافة إلى ثقافة الترنيد من أجل تحقيق شهرة وهمية.
وأصبح الأمر خللاً يتلاعب بـ قيم المجتمعات، بعدما أصبح كل ساعي للشهرة يفتعل ضجة على وسائل التواصل الإجتماعي، لكي يصبح تريند، ومن ثم يجاهد للبقاء أطول وقت ممكن تريند بين رواد مواقع التواصل الإجتماعي.
ومن المؤكد أن وسائل التواصل الإجتماعي، ليست مكان للأحاديث العبثية، أو اللايفات فارغة المضمون أو المفتعلة لأي أغراض، حتى يطل البعض بـ محتويات مبتذلة ما بين العري أو الموهبة المعدومة، كما أنها ليست المكان المناسب لإختلاق وقائع كاذبة من أجل التشكيك في قيم المجتمع، و إدعاء الفرضيات الكاذبة على الناس.
ما يثير القلق أن مساعي الشهرة والتريند طالت الجميع، فقد أصبح جميع فئات المجتمع متيمه بذلك، باحثين عنه بكل الطرق، لم يخجل البعض من الأفعال المخلة، سواء من التلفظ بـ ألفاظ خادشة مرة بغرض الضحك و آخري بداعي النصيحة، أو أداء أفعال مخلة بعيدة كل البعد عن الآداب العامة.
ولمن يدعي حسن النية ، والبحث عن الصالح العام، فإن أردت إستخدام وسائل التواصل الإجتماعي بشكل إيجابي، يجب إستغلالها لنشر الوعي، وذلك على جميع المستويات، فـ أي منا يقدم التوعية في مجال إختصاصه لتعم الفائدة، و لنساهم في خلق أجيال واعية مثقفة حقاً، غير فارغة المضمون أو الفكر، أجيال قادرة على التفريق بين المعلومات الصحيحة والمغلوطة، تستطيع الوصول إلى صحيح المعلومات، لتكون فكرها و شخصيتها.
أما تبني البعض أسلوب المصطبة في التعبير عن آرائهم، أو خلال أحاديثهم فارغة المضمون على وسائل التواصل الإجتماعي، فلا يعد سوى زبد البحر.