مساحة إعلانية
يستمر مسلسل الضربات المتبادلة بين إيران و دولة الإحتلال، فمرة نتابع قصف بالصواريخ البالستية من طهران على تل أبيب، و آخري نري ضربات جوية من طيران الإحتلال على إيران.
وبين هذا وذاك، لا نرى نتائج و لا خسائر لتلك الهجمات المتبادلة، فلا قواعد عسكرية و لا جوية و لا أهداف إستراتيجية تدمر في دولة الإحتلال.
ولا أهداف نووية أو نفطية أو عسكرية تدمر في إيران، وكل منهما يبرر بـ إنه سدد ضربة يمكن إحتوائها، وذلك بعد أيام من خطابات التهديد والوعيد من كلا الطرفين للآخر، وزيارات من مسئولين أمريكيين ، يتحدثون عن فشلهم في إقناع كلا الطرفين على عدم التصعيد.
ولكن بعد حلقات متكررة من مسلسل الضربات بين طهران وتل أبيب ، لم يعد الأمر سراً أن هذه الضربات و حجمها و أهدافها متفق عليها بين الجانبين.
والدليل على ذلك أنه بشأن الهجوم الأخير من إسرائيل على إيران، و بحسب ما أفادتة أكسيوس نقلاً عن عدة مصادر، أن الإسرائيليين أوضحوا للإيرانيين المواقع التي سيتم مهاجمتها بالضربات الجوية ، فيما أعلنت طهران أن نتائج الضربات التي تمت بواسطة 100 طائرة ، تمثلت في مقتل جنديين فقط.
في حين أن حزب الله قبل أيام قليلة نجح من خلال طائرة مسيرة واحدة، في الوصول وإصابة مقر إقامة بنيامين نتنياهو في قيسارية، وذلك بجانب الخسائر البشرية والمادية التي يكبدها حزب الله للإحتلال، منذ إقدامه على الغزو البري للبنان.
وكل ذلك يسوقنا إلى حقيقة واحدة واضحة وضوح الشمس ،أن طهران و تل أبيب بينهم إتفاق برعاية أمريكية، أن تقوم إيران بضربات غير مؤثرة على دولة الإحتلال ، لتعطي نتنياهو مزيد من الفرص لتحقيق أهدافه الدموية في غزة ولبنان وسوريا، والتوسع على حساب الأراضي العربية.
في مقابل ذلك، يشن الإحتلال ضربات تمثيلية على طهران لا ينتج عنها شيء ، في حين نجد أن ضرباته على غزة أو لبنان أو سوريا، ينتج عنها دمار مناطق كاملة بجانب وفاة وإصابة أعداد مهولة من أبناء الشعوب الثلاثة.
و في النهاية تظفر إيران بحلمها النووي ، لتجري استكمالها لمشروعها النووي على قدماً و ساق ، دون استهداف أو تعرض من الإحتلال .
وهو الحلم نفسه الذي ضحت إيران بأذرعها في المنطقة من أجله، ولكن بات واضحاً أن هذا الحلم لم يقلق تل أبيب و لا واشنطن كما يدعيان ، بل أنه له مأرب آخر.