مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

هبه حرب تكتب: ما بين ترامب و هاريس هل تتغير السياسة الخارجية الأمريكية بعد الإنتخابات؟

2024-11-05 13:41:25 - 
هبه حرب تكتب: ما بين ترامب و هاريس هل تتغير السياسة الخارجية الأمريكية بعد الإنتخابات؟
هبه حرب
منبر

تسيطر إنتخابات الرئاسة الأمريكية على المشهد العالمي كلياً، فـ الجميع يترقب من هو الرئيس القادم للولايات المتحدة الأمريكية ، دونالد ترامب أم كامالا هاريس.
وتعد السياسة الخارجية الأمريكية بعد الإنتخابات، هي المحور الرئيس للإهتمام العالمي بـ معركة الإنتخابات الأمريكية بين الجمهوري ترامب ، و الديمقراطية هاريس نائبة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن.
ولعل هذا يوضح لنا ، أنه في حالة فوز كامالا هاريس، فإن ملامح السياسة الخارجية الأمريكية لن تتغير كثيراً ، فـ ستبقي لما هي عليه الآن ، وفي الصراعات المشتعلة على مستوى العالم ، سواء فيما يخص الحرب في غزة و لبنان ستبقي كما هي ويستمر الدعم الغير محدود لـ إسرائيل سواء عسكرياً أو سياسياً، أما الحرب الروسية الأوكرانية فـ ستبقى أمريكا تعمل على دعم كييف ضد موسكو لـ استنزاف روسيا عسكرياً و الضغط عليها إقتصاديا ً، أما الدعم الأمريكي لـ تايوان ضد الصين فـ سيبقي الوضع لما هو عليه، أما عن موقف الولايات المتحدة الأمريكية تجاه إيران فـ لن يطوله أي تغيير.
وفي هذا السياق، فإنه من المتوقع أن يكون هناك توافق كبير بين هاريس و بايدن في هذه القضايا، لتكون فترة هاريس هي إمتداد لـ ولاية بايدن ، و إستمرار لـ سياسته الخارجية.
ولكن في حالة فوز ترامب، فإن المشهد سيتغير جذرياً، وذلك بالنظر إلى تصريحاته و آرائه في بعض الصراعات الجارية على الساحة العالمية ، بجانب مواقفه خلال فترة رئاسته السابقة للولايات المتحدة الأمريكية.
فـ مثلاً فيما يخص الحرب الروسية الأوكرانية، فإن ترامب تعهد بـ إنهاء هذه الحرب، كما أكد مراراً و تكراراً إنها كانت لن تحدث حيال رئاسته للولايات المتحدة الأمريكية، مشدداً على تمسكه بضرورة استسلام كييف أمام موسكو ، وهو ما يعني أن إذ عاد ترامب سيد للبيت الأبيض ، لن يستمر الدعم الأمريكي لـ أوكرانيا سواء على المستوى العسكري أو الاقتصادي، بل سيعمل على إنهاء هذه الحرب و التفاوض مع روسيا للوصول إلى إتفاق يرضي الطرفين، مستغلاً علاقته الطيبة و صداقته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
أما فيما يخص تايوان، فقد ألمح ترامب إلي أنه لن يدعمها في حالة غزو الصين لها، لكن يمكن أن يكون الصراع بين واشنطن و بكين في حالة فوز ترامب إقتصادياً بشكل أكبر، حيث يرى المرشح الجمهوري أن الصين هي العدو والخطر الحقيقي للولايات المتحدة الأمريكية، وذلك نظراً لقدرتها الإقتصادية، لذا سيسعى إلى تقويض بكين من خلال فرض مزيد من الضرائب والرسوم على منتجاتها.
وعن موقف الولايات المتحدة الأمريكية في حالة فوز ترامب، تجاه إيران ، فمن المرجح أن تعود سياسة العقوبات والتقييد الإقتصادي ضد طهران، من أجل إنهاكها وإثارة العقبات في طريق حلمها النووي.
وعن الصراعات في الشرق الأوسط، و الحرب الإسرائيلية في غزة و لبنان، فمن المعروف تأييد ترامب الكبير لـ دولة الإحتلال، ومن المتوقع أنه سيمكنها من مزيد من التوسعات على حساب الأراضي العربية، و قد سبق وأكد ترامب أنه لو كان في السلطة لم تمت عملية 7 أكتوبر، كما سبق وطالب ترامب من نتانياهو ، ضرورة إنهاء المهمة، في إشارة إلى حربه ضد حماس في غزة و حزب الله في لبنان، و المقصود هنا القضاء على كل منهما.
لكنه بالرغم من ذلك ، إلا أن تعهد بـ أنه في حالة فوزه بالرئاسة الأمريكية ، فإن السلام سيعم من جديد، كما ألمح إلى أن غزة قد تصبح أفضل من إمارة موناكو، وهو ما لم يوضحه كيف أو من سيدعم ذلك، كما تباهي ترامب بعلاقته المتميزة مع السعودية.
ولعل ذلك يطرح شكوك حول إمكانية إنهاء الحرب في الشرق الأوسط، من خلال استغلال ترامب لعلاقته المميزة مع الرياض ، حيث أنه من الممكن أن يرعى اتفاقية سلام بين الرياض و تل أبيب، مقابل إنهاء الحرب في غزة، وإقامة دولة فلسطينية، لكن يبقى التساؤل حول إمكانية إقامة هذه الدولة وأين ستكون حدودها، وهل ستمتلك صلاحيات، من سيتكفل بـ إعادة إعمار و بناء هذه الدولة.
أما عن التحالفات السياسية بين أمريكا و أوروبا ، في حالة فوز ترامب ، فإن الأمر سيكون صعباً، فـ ترامب لا يؤيد أي تحالفات تتسبب في إرهاق الميزانية الأمريكية، حتى لو كانت على حساب حلفاء استراتيجيين لبلاده، وهو ما ينذر بأن أوروبا و خصوصاً دول حلف الناتو ستكون أمام تحدي كبير في حالة فوز ترامب بـ رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية في ولاية جديدة.
ومن خلال ذلك، فإن العالم أمام منعطف خطير، حيث يترقب الجميع نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية ، التي يمكن أن تؤدي إلى تغيرات جذرية عن ما يحدث الآن ، أو تدفع إلى إستمرار لـ المشهد المحتقن عالمياً.

مساحة إعلانية