مساحة إعلانية
•ما بين القمة العربية بالقاهرة و مباحثات الإدارة الأمريكية مع حماس ماذا حدث في الغرف المغلقة
لا تحتاج مصر إلى دليل للتأكيد على إنها حائط الصد أمام المخططات الصهيونية لتصفية القضية الفلسطينية، وتهجير الفلسطينيين، وإحكام السيطرة على الأراضي الفلسطينية.
ولعل أخر تحركات مصر في هذا الإتجاه، هو تقديم الخطة المصرية لمستقبل قطاع غزة، التي تم طرحها في القمة العربية الطارئة التي استضافتها القاهرة بشأن القضية الفلسطينية.
وهي الخطة التي نالت التوافق العربي بالإجماع، بجانب التأييد من الأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي والمجلس الأوروبي، بالإضافة إلى مجلس التعاون الإسلامي ، وأيضا مجلس التعاون الخليجي، من خلال حضور ممثليهم ضمن أعمال القمة العربية الطارئة.
وجاءت مخرجات القمة العربية، بـ اعتماد خطة مصر بشأن مستقبل قطاع غزة، التي تؤكد على الرفض القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين، دعم التعافي المبكر وإعادة بناء قطاع غزة على مراحل مع حشد دعم دولي لتنفيذها، التوافق حول عقد مؤتمر دولي للإعمار في القاهرة خلال الشهر الحالي ليكون منصة لجمع التعهدات المالية وضمان استدامة الجهود الرامية إلى إعادة بناء ما دمره العدوان
بجانب التوافق حول تشكيل لجنة مستقلة تتولى إدارة شئون قطاع غزة خلال مرحلة انتقالية تمتد لستة أشهر، على أن تتألف من شخصيات تكنوقراط مستقلين تحت مظلة الحكومة الفلسطينية ،العمل على تدريب عناصر من الشرطة الفلسطينية في كل من مصر والأردن بهدف تولي مسئولية الأمن في القطاع تمهيداً لعودة السلطة الفلسطينية إليه، بجانب إمكانية نشر قوات حفظ سلام دولية في الأراضي الفلسطينية عبر مجلس الأمن، كجزء من الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار ومنع تكرار المواجهات العسكرية في المستقبل ، بالإضافة إلى التعامل مع مسألة سلاح الفصائل الفلسطينية من خلال "أفق سياسي واضح" يضمن معالجة هذا الملف وفق ترتيبات مدروسة تضمن الاستقرار في القطاع.
وقد أبدت السلطة الفلسطينية موافقتها على ما آلت إليه القمة الطارئة، كما أعلنت حركة حماس موافقتها على الخطة المصرية بشأن مستقبل قطاع غزة، وتأييدها لمخرجات القمة العربية الطارئة.
ولعل أبرز مكاسب الخطة المصرية، هي أنها تمثل رؤية عربية بشأن مستقبل قطاع غزة، وحماية الأراضي الفلسطينية لشعبها، وعدم دفع الفلسطينيين للتهجير من أرضهم ظلماً وعدوان، وهي ما تمثل رد واضح وواقعي مقابل خطة ترامب العبثية التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية و تهجير الفلسطينيين من أرضهم لصالح الإحتلال.
فيما تأتي مكاسب هذه الخطة أيضاً، ممثلة في إجتماع الإدارة الأمريكية للمرة الأولى مع حركة حماس، حيث تمت مناقشات بين مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقادة من حركة حماس ووسطاء من القاهرة والدوحة، وبحسب ما كشفته المصادر بشأن هذه المحادثات، فهناك تفاؤل ملحوظ بما دار خلالها، كما لفتت الإدارة الأمريكية أن هذه المحادثات مستمرة و لم تنته بعد.
وعلى جانب آخر، كشفت مصادر مطلعة أنه بالتزامن مع ذلك، جرت محادثات بين الولايات المتحدة ومصر تناولت إدارة غزة بعد انتهاء الحرب وأسماء من سيديرون القطاع، خلال مهلة الستة أشهر التي جاءت ضمن الخطة المصرية لمستقبل غزة.
فيما أشارت المصادر إلى أن المناقشات انتهت بشكل إيجابي، بشأن إنتقال قريب إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وهو ما يعني صمود الهدنة، و السير نحو إعادة الإعمار قريباً.
كما أعلنت الخارجية المصرية، أن مراحل خطة إعادة إعمار غزة تشمل إزالة 50 مليون طن من الركام وإزالة الذخيرة غير المنفجرة وتوفير وحدات سكنية مؤقتة، كما أن الخطة تراعي حجم الدمار الواسع داخل القطاع والحاجة الماسة إلى إغاثة الشعب الفلسطيني حتى يستعيد الحياة الطبيعية، وأن الخطة تناولت تحقيق الأمن في القطاع من خلال تكثيف برامج التدريب للعناصر الشرطية الفلسطينية وبناء قدراتهم، كما تضمنت تمكين السلطة الفلسطينية لعودتها للإشراف على القطاع.
ولعل بيان الخارجية المصرية، والتطورات التي جرت عقب القمة العربية الطارئة براهين قوية على أن المحادثات بين القاهرة وواشنطن جارية في الغرف المغلقة، بشأن الخطة المصرية ، وأن إمكانية رضوخ الإدارة الأمريكية لهذه الخطة باتت ممكنة، و يمكن أن تحدث قريباً.
والخلاصة أن خطة مصر فندت أكاذيب خطة ترامب، كما فضحت الأهداف الدنيئة التي تسعى إلى تمكين الكيان المحتل على حساب دماء الشعب الفلسطيني، كما نجحت في تحقيق الحشد الدولي لتأييدها لتزيد من حرج سيد البيت الأبيض.