مساحة إعلانية
سعي أبو محمد الجولاني أو أحمد الشرع منذ الاستيلاء على السلطة في سوريا، عقب سقوط نظام بشار الأسد، على إظهار وجه يحمل كثير من التسامح وتقبل الآخر، والتعاون من أجل إعلاء مصلحة سوريا.
ولكن هل تصدقون أن الذئب يتحول إلى حملاً، فهذا الوجه الذي ارتداه الجولاني، ما هو إلا قناع يخفي وراءه قبح فكره وبشاعة أهدافه.
ومنذ البداية عمل الجولاني على قدم وساق، على الترويج على أن سوريا للسوريين جميعاً، دون إقصاء على أساس ديني أو مذهبي أو عرقي، و أنه لا أجندات خارجية أو فكرية في الفترة المقبلة، إلا أجندة واحدة هي بناء سوريا من جديد، بناء الأجهزة والمؤسسات الوطنية، و إعمار البلد التي انهكتها حرباً إستمرت لأكثر من 13 عام.
وهذا الوجه، يسعى الجولاني من ورائه، تحسين صورته على المستوى العالمي، من أجل نيل رضاء العالم الغربي، ومن أجل الحصول على اعتراف دولي بـ سلطته في سوريا، و من ثم الاستئثار بالحكم في الدولة السورية، و تصدير الفكرة و المنهج في محيطه الإقليمي.
لكن سرعان ما سقط القناع، وظهر الوجه الحقيقي لـ الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام، الذي يتبنى الفكر المتطرف ، الذي لا يعرف سوى القتل و النهب و التخريب.
فـ بدأ الجولاني لطيفاً، يطلب بـ لباقة من إحدي الفتيات السوريات تغطية شعرها بعدما طلبت التصوير معه، في مشهد سينمائي، تظهر علامات إنه معد مسبقاً، بمجرد رؤية الواقعة لمرة واحدة.
كما أخرج القرارات، بضرورة الحفاظ على حرية الجميع، و عدم إجبار النساء على زي محدد، وعدم التعرض للديانات و الطوائف المختلفة.
ثم بات يظهر بمظهر الجنتل مان بـ بدلة و دقن مهذبة في لقاءاته مع المسئولين العالميين الذين باتوا يتهافتون لـ لقائه، من دول أما تتفق مع رؤيته أو تسعى لفهم طبيعة السلطة الجديدة في سوريا.
إلا أن هذه الدبلوماسية لم تدم كثيراً، فـ بعد أن انفض مقاتليه من تدمير المؤسسات الوطنية السورية، و تخريب أغلبها، إلتفتوا إلى أشجار الكريسماس، في الساحة الرئيسية في وسط مدينة السقيلبية بـ ريف حماة و حلب، وقاموا بحرقها ،و بالرغم من التطمينات، والوعود بعدم التعرض لكن هذه الوعود تبخرت.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، بل أن مقاتلي هذه الجماعات الإرهابية، قاموا بإرتكاب جرائم قتل و تعذيب و إقتحام وسرقة لـ بيوت العلويين و المسيحيين بشكل خاص في سوريا خلال الساعات القليلة الماضية.
حيث شهدت المدن السورية جرائم عنف وقتل ميداني، أقل ما يقال عنها أنها مشاهد بشعة تتسم بعنف مفرط، بجانب اختطاف النساء المسيحيات و العلويات و الاعتداء عليهم،من قبل مقاتلي هيئة تحرير الشام، وقد استهدفت طرطوس و قرية الصفصافية بشكل خاص بهذه الحملة الممنهجة، مما يثبت أن الوجه الحقيقي لـ الجولاني و تنظيمه لم يصمد كثيراً خلف قناع الدبلوماسية و التجميل المصطنع حول إعلائه لمصلحة سوريا بعيداً عن العنف والفوضى.
إلا أن الإعدامات الميدانية و القتل على أساس الهوية، ملأ شوارع سوريا بالدماء، وخيم على مستقبل بلد من أهم بلدان المنطقة بالظلام والظلم ، الذي ربما يقود سوريا لمستقبل أشبه بـ أفغانستان جديدة، و صراعات وإقتتال من الممكن أن يستمر لعقود.