مساحة إعلانية
كتب: صابر جمعة سكر
في إطار جهود التوعية الاستراتيجية وتعزيز الوعي الوطني، نظم مكتب مؤسسة "القادة" بمحافظة البحيرة المحور الثاني من دورة الأمن القومي، وذلك في مقر مكتبة مصر العامة بمدينة دمنهور. وجاءت الندوة تحت عنوان "استعادة الوعي وتصحيح المفاهيم في مواجهة الحرب الثقافية"، بمشاركة نخبة من المتخصصين والمهتمين بالشأن الوطني.
ألقى المحاضرة الرئيسية اللواء دكتور محمد الهمشري، نائب مدير الأكاديمية العسكرية العليا للدراسات الاستراتيجية سابقًا، الذي قدّم رؤية تحليلية شاملة لأهم التحديات التي تواجه الدولة المصرية في ظل ما وصفه بـ"محاولات مستمرة لطمس الهوية وزرع الاغتراب الوطني".
وخلال كلمته، أشاد اللواء الهمشري بدور مؤسسة القادة في إعادة تشكيل الوعي العام، وحرصها على ترسيخ الانتماء الوطني لدى مختلف فئات المجتمع، مؤكداً أن "مصر تمثل الكتلة الحيوية الوحيدة المتماسكة في العالم، بتاريخها الممتد كأول دولة ذات حكومة وجيش نظامي في التاريخ".

وسلط اللواء الضوء على ما أسماه "ثقافة المصطلحات"، مشيراً إلى خطورة استخدام المفاهيم المغلوطة في تشكيل وعي الشعوب، ومؤكداً ضرورة ضبط هذه المفاهيم بما يتسق مع الواقع والتاريخ الحقيقي، لا مع الأهواء السياسية والمخططات الخارجية.
وتطرق الهمشري إلى قضية "احتواء الحضارات"، مؤكداً أن مصر تملك قدرة فريدة في هذا المجال، خلافاً لدول أخرى بات الصراع سمةً أساسية في سياساتها الخارجية، حيث أصبحت المصالح الضيقة على حساب الشعوب الأخرى هي المحرك الأساسي للقرار العالمي.
وفي جانب تحليلي للواقع الدولي، تحدث الهمشري عن إدارة الأزمات العالمية، متناولاً آثار الحرب الروسية الأوكرانية على سلاسل الإمداد، داعياً إلى خلق ميزات تنافسية قائمة على فهم التاريخ، وموضحاً أن "دراسة التاريخ لم تعد رفاهية ثقافية، بل أصبحت ضرورة أمن قومي".
كما قدم اللواء شرحاً وافياً لمفاهيم "العبرانية، والإسرائيلية، واليهودية، والصهيونية"، متتبعاً نشأة الكيان الصهيوني وأماكن تمركزه قديماً، ومفنّداً المزاعم المتعلقة بأحقيته في الأرض والتاريخ.
شهدت الندوة حضور الدكتور أحمد الشريف، رئيس مجلس أمناء مؤسسة القادة، والإعلامية وفاء أبو السعود، منسق عام المؤسسة بمحافظة البحيرة، إلى جانب عدد من القيادات التنفيذية وأبناء المجتمع البحراوي المهتمين بالشأن العام.