مساحة إعلانية
تأتينا الأخبار كل يوم بقصص مختلفة عن ضحايا للتنمر ولا سيما بعد انتشار ما يسمي بالتنمر الإلكتروني وقد ساهم في ذلك وجود برامج قادرة علي تقليد الصوت والصورة وللأسف الشديد أغلب ضحايا التنمر هذا من الأطفال والنساء فكثير من الأطفال إما يموتون انتحارا أو بفعل التنمر ذاته عندما يتم الاعتداء عليهم جسديا من قبل أقرانهم وزملاء الدراسة أو الأصدقاء وفي هذا الصدد يجب أن تقوم الأسرة والمدرسة بدورها في بث القيم النبيلة والأخلاق الحميدة لدي الأطفال وعدم تركهم فريسة لبرامج وسلوكيات أتت بها التكنولوجيا الحديثة وحمايتهم من سيل المفاهيم الخاطئة التي تعرض عليهم- ليل نهار- علي شاشات الهاتف الجوال الذي لا تخلو يد طفل منه الآن ناهيك عن أضراره الأخري مثل دوره في انتشار مرض التوحد بين أطفال الجيل الحالي.
وكذلك قرأنا الكثير من القصص في وسائل الإعلام عن الفتيات اللاتي تم ابتزازهن بصور وفيديوهات إما ملفقة أو حتي حقيقية من أجل استغلالهن جسديا أو معنويا والذي يعتبر فعلا من أفعال التنمر وهذا إنما يرجع لنظرة المجتمع التي يجب أن تتحرر تجاه المرأة باعتبارها مصدر اتهام دائم ويجب الدفاع عن نفسها تجاه مثل تلك الأحداث والاتهامات وعدم التعرض للمتنمر ذاته الذي قام بنشر وترويج تلك الميديا في وسائل التواصل الاجتماعي أو الإعلام إلا بالطبع لو أدي هذا إلي جريمة انتحار أو قتل ولكن في حالات كثيرة يقوم المجتمع ذاته بدور المتنمر مثل ترويج مقاطع لسيدات في المجتمع في مناسبات خاصة بهدف التنديد بهن أو التنمر عليهن مما أدي في معظم الحالات إلي الأذي النفسي الشديد لهن ولأسرهن.
وقد ساهم البحث عن تصدر الترند في تفاقم تلك الظاهرة وأصبحت علي نطاق واسع والأخطر هو أن يصبح هذا هدفا ومثالا للأطفال يحتذي به فكثير من الفيديوهات التي يتم تصويرها من قبل الأطفال ذاتهم لذويهم تصبح مادة دسمة للتنمر ورغم أن بعضهم يقوم بذلك من أجل المزاح فقط إلا أن بعضها ينتشر علي وسائل التواصل كانتشار النار في الهشيم ورغم أن الدولة المصرية انتبهت لذلك ووضعت قوانين للتصوير دون أذن إلا أن الكثير من العامة لم تتم توعيتهم بذلك جيدا وأتمني أن تقدم الكثير من الأعمال الفنية التي تحارب تلك الظاهرة وأن تقل تلك الأعمال التي تشجع علي البلطجة باعتبار إن التنمر هو نوع من أنواع البلطجة النفسية تجاه الضعفاء ومن لا يملكون وسيلة للدفاع عن أنفسهم.