مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

ناصر كمال يكتب: صوت العقل (حرب المعلومات)

2025-05-15 04:29:37 - 
ناصر كمال يكتب: صوت العقل (حرب المعلومات)
ناصر كمال -كاتب
منبر

لن يقول لك أحد الحقيقة كاملة، وتلك هي المشكلة، فالضجيج من حولنا يزداد يومًا بعد يوم، فنحن نجد أنفسنا ما بين من يبالغ في الشكوي والنقد بسبب غلاء المعيشة، ومن ينشر الأكاذيب عمدًا كيدًا في النظام، وفي الناحية الأخري هناك من يُغرقك في بيانات عن نجاح البرامج الاقتصادية، دون أن يصل ما يقوله إلي عقول الناس.
في رأيي، يجب أن يكون الرد بلغة الأرقام البسيطة التي يفهمها المواطن العادي، وليس الحديث عن نسبة النمو أو التضخم أو حجم الصادرات والواردات التي تُقدَّر بمليارات لا يمكن حتي للمثقفين غير المتخصصين إدراك حجم تأثيرها علي حياتهم اليومية، فما بالك بالمواطنين العاديين الذين يتابعون أسعار السلع، ولا يعنيهم من كل هذا سوي تذكرة الأتوبيس وسعر كيلو الخضار واللحوم والإيجارات. وهذا هو الهدف من هذا المقال.
هل يعيش المواطن المصري مأساة الغلاء دونًا عن العالم أجمع؟ سؤال يطرح نفسه وينتظر إجابة مقنعة. لذلك قمتُ بالبحث، وأجريتُ مقارنة بسيطة بين الأسعار في القاهرة العاصمة، وبين لندن عاصمة المملكة المتحدة، لكي ندرك: هل هي مشكلة محلية أم مشكلة عالمية؟ وهل الفرق بيننا وبينهم كبير جدًا، هل يرفل عندهم المواطن الفقير في رفاهية، بينما يعيش عندنا في عوز وضيق؟
لقد اتبعتُ في بحثي لغة النسبة، وهي الأدق لبيان الفرق.
يبلغ متوسط الحد الأدني للدخل في لندن 1500 جنيه إسترليني، بينما الحد الأدني هنا في مصر 6000 جنيه مصري.
يبلغ إيجار شقة صغيرة في منطقة شعبية في لندن حوالي 3000 جنيه إسترليني، وهو ما يوازي ضعف الحد الأدني للدخل؛ لذلك نجد أن أغلب العائلات تقطن في غرف داخل شقق مشتركة. بينما يمكنك في القاهرة أن تؤجر شقة بالمستوي نفسه في منطقة شعبية بحوالي 2000 جنيه مصري، وهو ما يعادل ثلث الحد الأدني للراتب.
تتقارب نسبة متوسط أسعار اللحوم والدواجن والمواصلات العامة والخضار والفاكهة بالنسبة إلي الدخل في كلٍّ من لندن والقاهرة.
بالطبع، ليس كل المواطنين يتقاضون الحد الأدنى؛ فمنهم من يتقاضي أكثر، ومنهم من يتقاضي أقل، وكذلك الحال في لندن، حيث يتقاضي بعض المهاجرين أقل بكثير من الحد الأدنى، حتي إن بعض الدراسات أشارت إلي انتشار ما يُسمي بـ”العبودية الجديدة” هناك، حيث يقوم بعض رجال الأعمال بتشغيل المهاجرين مقابل الطعام والشراب والمأوي فقط، وبدون أجر.
يجب ألا نُصدّق كل ما يُقال، فهناك سيل من المعلومات المغلوطة التي يتم تداولها يوميًا. لذلك يجب أن نتأكد من كل شيء بأنفسنا، وخاصة في ظل عصر التكنولوجيا الذي وفّرت المعرفة وجعلت الحصول عليها سهلًا ومتاحًا.

مساحة إعلانية