مساحة إعلانية
عاشت روسيا تجربة مريرة بسبب الحادث الإرهابي الذي وقع في قاعة كروكوس سيتي بروسيا والتي تبناها تنظيم داعش الإرهابي، وأسفرت عن مقتل أكثر من 147 شخصًا بالإضافة إلى عشرات المصابين.
وليس هناك أصدق من نقل الصورة على لسان أحد الناجين، الذي رأوا ما حدث رؤية العين، ومن هؤلاء الفنانة الروسية أليونا كازينسكايا، والتي تحدثت لروسيا عن هول ما رأت، وقالت: إنها اشترت وصديقتها تذكرتين لحضور حفلة لفرقة الروك (بيكنيك) التي تعود إلى الحقبة السوفيتية وهي تؤدي عرضا أمام 6200 شخص في قاعة كروكوس سيتي بالقرب من موسكو.
وفكرت الصديقتان في اصطحاب بناتهما، لكنهما قررتا في النهاية الذهاب بمفردهما.
ونشرت كازينسكايا أول رسالة صوتية لها مدتها 10 ثوان عبر قناتها على تطبيق تلغران الساعة 8:01 مساء وبدا صوتها مرتعدا ولاهثا مع سماع دوي مرتفع لإطلاق النار في الرسالة.
وقالت "أحبكم جميعا. أنا في قاعة كروكوس سيتي لحضور حفلة لفرقة (بيكنيك). هناك من يطلقون النار في الحفلة الموسيقية. اتصلوا بالشرطة".
وبينما كان هناك أربعة مسلحين يحملون بنادق كلاشينكوف ويقتحمون المبنى ويطلقون النار على الحضور، وجدت كازينسكايا نفسها محاصرة في أعنف هجوم على روسيا منذ 20 عاما.
في مقابلة مع رويترز قالت كازينسكايا إنها أدركت بسرعة أن الأصوات التي سمعتها هي طلقات نارية وليست مؤثرات صوتية وحاولت وصديقتها إقناع الحضور بترك مقاعدهم والهروب خارج القاعة.
أضافت كازينسكايا: "حاولنا لفت انتباه الحضور ونجحنا في ذلك. لكن الناس كانوا قد بدأوا في الجري بالفعل للخروج ولم نتمكن من اللحاق بهم. وفي هذه اللحظة دخل المسلحون إلى القاعة وطرحت صديقتي أرضا".
واستخدم المسلحون البنزين لإشعال حريق في قاعة الحفلات الموسيقية الضخمة، ولاذت الصديقتان بالحمام وكانت الأدخنة تتصاعد في كل مكان وحاولتا الخروج ست مرات لكنهما لم تتمكنا من رؤية أي شيء بسبب الدخان واضطرتا للتراجع في كل مرة، وبدأت كازينسكايا في فقدان الأمل.
في وسط هذه الفوضى والارتباك وجدت الصديقتان نفسيهما في حمام آخر حيث اختبأ الكثير من الأشخاص وكان هناك رجل يقول إنه يعتقد أن باستطاعته إيجاد سبيل للخروج، فسارتا خلفه حتى تمكنتا من الخروج من المبنى ولكن حتى هذه اللحظة لم تشعر كازينسكايا بالأمان.
وأوضحت كازينسكايا: "جالت في خاطري فكرتان. الأولى هي أنني أحتاج إلى إسعافات أولية لأنني لا أستطيع التنفس، كنت أشعر بألم في رئتيّ وتعرضت لنوبة ربو. والفكرة الثانية هي أنني أريد الابتعاد عن المبنى قدر الإمكان".
وفي الساعة 8:31 مساء، تركت كازينسكايا رسالة صوتية جديدة تقول فيها "ما زلت على قيد الحياة وأتلقى الإسعافات الأولية. وخرجت (من المبنى). شكرا لكم".
وعانقت كازينسكايا كما تقول الجميع عندما عادت إلى المنزل، مضيفة أنها لن تذهب إلى النوادي أو الحفلات الكبيرة مجددا قبل مرور وقت طويل على هذا الحادث لكنها تشعر بالراحة بسبب الدعم الكبير الذي حظيت به.
واختتمت كازينسكايا حديثها قائلة: "أعتقد أن المجتمع بحاجة إلى أن يكون أكثر لطفا. فنحن لا نتذكر أننا بشر ونتعامل بلطف إلا عندما يحدث أمر سيء، لكن علينا أن نكون بشرا كل يوم".