مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

محمود رمضان الطهطاوي يكتب:في مديح المحبة (حرب اللايك والبلوك)

2024-08-09 19:10:21 - 
محمود رمضان الطهطاوي يكتب:في مديح المحبة (حرب اللايك والبلوك)
محمود رمضان الطهطاوي
منبر

مع التقدم التكنولوجي وثقافة الموبايل الذي تحول وأصبح الصديق الصدوق الملازم لكل فرد من البشر  تقريبا ، باستثناء قلة ما زالت بنقائها وصفائها وبعدها عن هذا الجحيم المحاصر ، والسجان الذي وضعنا أنفسنا خلف قضبانه بطواعية ورضوخ ، ولاينكر قيمة وأهيمة ذلك إلا كاذب ولكن؟. وسط هذا كله ظهرت معايير جديدة للتقييم والانتشار ، بعد أن كان الكاتب يعتمد علي كتابه الورقي ، أو ما يكتبه في الصحف والمجلات والدوريات وينتظر رأي القارئ الذي يتفاعل معه عبر الصحيفة أو المجلة أو يرسل له عبر البريد أن كان يعرف عنوانه ، كل هذا تغير بتغير نمط النشر عبر الفضاء بمنصاته التي أتاحت للجميع التواجد في أي وقت دون انتظار ، وهناك القارئ الحاضر  الذي يعبر عن رأيه بمعدات الفضاء الجاهز سواء بكتابة رأيه صراحة أو بوضع اللايك .وإلي هنا جميل جدا وظاهرة ربما تكون صحية ، لولا ما يحدث من تساهل ومجاملات في التعليقات ووضع اللايك السريع دون أي تقييم ، وأصبحنا نقيم العمل بكم التعليقات واللايكات وهي ظاهرة غير صحية بالمرة ، فكثيرا ما نري كتابات جادة لم يلتفت لها المتابع ولم يخبطها لايك وهو يمررشاشة الهاتف بأصبعه  ، وكثرت جدا الكتابات الهايفة وربما صورة ساخرة أو.....الخ ،  تأخذ آلاف اللايكات ومئات التعليقات وتظهر في المقدمة حسب معايير المنصات التي تدار إلكترونيا عبر خوارزميات  لا تعبأ بالمضمون ولكنها معبأة سلفا بمعايير وعمليات حسابية صماء . أما الأدهي تلك الثقافة التي جذرها اللايك  في عقلية معظمنا فمن يليكن أليكه ومن يعلق علي ما أكتب حتي لو كان ريان يافجل ، أعلق علي كتاباته حتي لو كانت صورة ساخرة أو خليعة.
ثقافة زرعها فينا الفضاء وأفسدت واقعنا الأدبي والثقافي والاجتماعي والانساني وخلطت الحابل بالنابل وتحتاج منا لإعادة تقييم موضوع اللايك وبلاويه وما يجلبه ويصدره لنا من منشورات . أما موضوع البلوك فلنا معه وقفة مماثلة.

مساحة إعلانية