مساحة إعلانية
اضاءة خافتة وفراش وثير، دفء واسترخاء وحياة بلا تكدير، بين احضان غرفة تأويه من طقس مطير، ويدفئ سكناه غطاء لا يزيد سعادته اذا كان ناعم كالحرير ،و لا ينتقصها اذا كان قاسي كالحصير ،فهو مجرد نسيج يواري جسده من الزمهارير، بل ويواري عن ذهنه الهم والتفكير، وتؤنس ليلاه القصص والاساطير، او متابعة برنامجه المفضل او حضور فيلم شهير، او يتجول بين صفحات المواقع كرحالة خبير ،يبحث ويتطلع عن كل ما هو مثير، ويحلم انه متربع علي العرش امير ،بين مروج الزهر يسير،و حوله الطير يغرد بمزامير، والكابوس الذي يهدد مملكته هو النهوض بلا تأخير، وغالبا ما يتصدي لتلك الاعاصير، محافظا علي نومه دون تغيير، غير مقدرا للعواقب وماذا سيصير؟، و لكن احيانا تطرده المسؤليات من مملكته ليكون لها اجير ،انها حالة ادمان السرير، في اغلب صورها امر طبيعي لا يحتاج لتبرير،الا ان تكرارها ينذر بأضطراب خطير، فهيا نعرف اكثر عن تلك التي تسمي الكلينومينيا
الكلينومينيا هي كلمة اغريقية تعني ادمان الفراش و يعاني منها نسبة كبيرة من البشر وخاصة في الشتاء وكلما ازدادت برودة الطقس تزداد شدتها وهي تجعل الشخص يشعر بأنه لا شيء في الحياة يستحق عناء نهوضه صباحاً مما يجعله يستغرق وقت اطول في النهوض وبصعوبة
وتصحبها رغبة ملحة بالبقاء في الفراش طوال اليوم دون القيام بشئ وتعتبر حالة غير مرضية الي حد ما
يكتفي خلالها الشخص بملازمة غرفته وأجهزته كالتلفاز واللاب توب والموبايل وينعزل لفترات عن العالم الواقعي
ومن ابرز اسباب الاصابة بهذة الحالة
تعرض الشخص لاعراض اكتئابية نتيجة العديد من الأسباب كالحوداث والوفيات او الفشل في العلاقة العاطفية، الدراسية، العملية او تعرضه لازمات
و تكثر في الشخصيات الحساسة والانطوائية التي تقضي اغلب وقتها بمعزل علي العلاقات الانسانية
و من اسبابها ايضا الافراط في استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي مما يسيج الفرد حول دائرة مغلقة
و يؤدي لتدمير التواصل الطبيعي فيختفي الاتصال المباشر بين الأفراد وهكذا ينسحب الشخص الي عالمه الافتراضي ويكتفي به
و اكثر الفئات عرضة للاصابة بهذا الاضطراب سواء في الشتاء او غيره هم المراهقين حيث دلت الدراسات ان 65% منهم يصابون بهذة الحالة لفترة زمنية من عمرهم ويري الاخصائيين النفسيين انها امر طبيعي في هذة المرحلة التي تتسم بالاضطرابات وعدم الثقة بالنفس، وكثرة استخدام الانترنت
و من ابرز الاساليب العلاجية لهذة الحالة هي مساندة الاهل للشخص وعدم ابقاءه وحيدا وإخراجه من الحالة المزاجية السلبية التي تعتريه بمعرفة سببها والعمل علي مكافحته قدر الامكان
و التشجيع علي الخروج من المنزل بتنظيم رحلات ترفيهية للاماكن المحببة لديه، وتشجعه علي الاندماج في الانشطة الاجتماعية
اضطرابات نظنها حالة طبيعية..امور اعتيادية تبدو لنا في هيئة مرضية ولكن يبقي خيط رفيع بمثابة الحكم الذي يفضل بين نقطة التلاقي مابين منطقتي السواء واللاسواء وذلك الخيط هو المبالغة فالاكثار الشديد في اي ظاهرة فهو بمثابة ناقوس خطر فعلينا ان نتنبه.
mareya2000@hotmail.com