مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

عبد الستار سليم يكتب: من التاريخ (الكتخدا لاظوغلي باشا نائب محمد علي باشا)

2024-03-07 12:40:35 - 
عبد الستار سليم يكتب: من التاريخ (الكتخدا لاظوغلي باشا نائب محمد علي باشا)
الشاعر عبد الستار سليم
منبر

تشتهر منطقة مباني الوزارات  بالقاهرة ، بتمثال» لاظوغلي « الموجود  في ميدان فقد أنعم عليه محمد علي برتبة « الكَـتْخُدَا» - كنائب له - وهو أحد أشهر ميادين القاهرة الخديوية - باعتباره من أهم الشخصيات التي خدمت مصر- في ظل حكم محمد علي - كان «محمد لاظوغلي باشا» ، وزير المالية ، وأول  وزير في القوات المسلحة أيام محمد علي ، كما شغل منصب رئيس وزراء مصر عام 1808 م ، وظل في منصبه هذا خمسة عشر عاما .. 
واسمه الحقيقي « محمد لاظ « ، أما كلمة «  أوغلي « فهي ليست لقبا ، ولا اسما ، وإنما هي  تعني في العربية كلمة « ابن « ، فمحمد لاظوغلي ، أي أنه ابن «لاظ» (أما اللاظ  فهو لقب يُطلق علي قسم من سكان منطقة البحر الأسود في تركيا)
وقد جاء محمد لاظوغلي إلي مصر ، برفقة محمد علي الكبير، في أواخر القرن الثامن عشر، ليشترك في الحرب  ضد الفرنسيين ، في معركة « أبي قير» البرية ، لحساب الإمبراطورية العثمانية ، التي كانت تشمل  مصر واليونان 
وكان لاظوغلي باشا  من الذين اعتمد عليهم محمد علي ، وكان صديقا مقربا منه ، وشديد الإخلاص له - وهو الذي إليه تُنسب مذبحة القلعة الشهيرة  للتخلص من المماليك عام 1811 م - و قد أنعم عليه محمد علي برتبة « الكَـتْخُدَا» - كنائب له - وهو منصب يلي منصب محمد علي باشا من حيث الأهمية ، خاصة في إدارة شؤون الدولة والدواوين ، (« الكتخدا» لقب عثمانلي ، معناه المعاون أو المساعد لحاكم الدولة ) وبمكانة رئيس الوزراء المهيمن علي شؤون مصر لمدة خمسة عشر عاما، أصبح « لاظوغلي « الرجل الثاني بعد محمد علي ، ورغم المنصب الكبير الذي كان لاظوغلي يشغله ، والمدة الطويلة التي استمر فيها، فقد كان عازفا عن الشهرة  و الأضواء ، غير مهتم بذكر اسمه ، أو تمجيد أعماله  وإنجازاته ، أو حتي تصويره . . ! وحين  قررت الحكومة المصرية عمل تماثيل لكبار شخصيات الدولة - في عهد محمد علي - كان أهم هؤلاء الكبار «محمد لاظوغلي باشا» ، فقد تم إطلاق اسمه علي  ميدان كبير بالقاهرة  - هو ميدان « لاظوغلي « الحالي - الذي يتوسطه تمثال ( المفروض أنه تمثال لاظوغلي باشا ) الذي صنعه مثّال فرنسي شهير( أيضا تمّ إطلاق اسمه علي شارع بحىّ جاردن سيتي بالقاهرة ،  وأيضا علي شارع ثان طويل  شهير  بحىّ حلوان ) ، لكن من طريف ما قاله المؤرخون ، و يرويه التاريخ أنه :علي الرغم من المنصب الكبير الذي تبوّأه « محمد لاظوغلي « ، والمدة التي رأس فيها الوزارة ، إلا أنه لم يكن يهتم بذكر اسمه ، وكذلك لم تكن له صورة ، إلي درجة أوقعت المثّال في مشكلة كبيرة ، حيث لم يجد له صورة واحدة يصنع منها التمثال ، فأخذ يبحث - مستعينا بأصدقاء لاظوغلي - عن شخص يشبهه ، واستمر البحث  طويلا ، حتي تم العثور علي رجل « سقّاء « يحمل قربة بها ماء ( يعمل في توصيل المياه الي البيوت) ، يشبه لاظوغلي إلي حد مدهش ، فصنعوا له ملابس تشبه ملابس رئيس الوزراء ، ووقف هذا «السقّا « الغلبان - والذي لم يذكر التاريخ اسمه - مذهولا مما يحدث ، وقف  وقفة الأمراء - لأول وآخر مرة في حياته - وقام المثّال  بصنع التمثال ، متّخذا من الرجل السقّاء بديلا عن لاظوغلي باشا 

مساحة إعلانية