مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

سوريا بعد الأسد.. بين مفترق الطرق .. بقلم سمير لوبه

2024-12-09 13:27:49 - 
سوريا بعد الأسد.. بين مفترق الطرق .. بقلم سمير لوبه
سمير لوبا -قاص واديب مصري
منبر

ستكون سوريا في مرحلة معقدة مليئة بالتحديات والفرص، حسب التوجهات التي قد تسلكها الأحداث، هناك عدة سيناريوهات يمكن تصورها بناءً على التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، 

أولا.. التحول إلى دولة ديمقراطية: وهذا السيناريو يتحقق في حالة حدوث تحول سياسي حقيقي نحو الديمقراطية بعد الأسد، قد تشهد سوريا مرحلة انتقالية صعبة ولكن واعدة، هذا التحول قد يتضمن صياغة دستور جديد، انتخابات حرة ونزيهة، وإنهاء الهيمنة العسكرية والسياسية للأجهزة الأمنية، سيكون ذلك بمثابة تطور نحو بناء دولة مدنية تتسم بالمشاركة السياسية والحقوق المدنية، لكن هذا التغيير سيعتمد على قدرة القوى السياسية الداخلية والخارجية على التعامل مع قضايا إعادة الإعمار والمصالحة بين فئات المجتمع السوري المتنوعة.

ثانيا.. استمرار الفوضى والصراع الداخلي: من الممكن أن تشهد سوريا بعد الأسد صراعًا مستمرًا على السلطة بين القوى السياسية والعسكرية المختلفة، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق حول تشكيل حكومة انتقالية أو توزيع السلطة بين الأطراف المتنازعة، فقد تستمر حالة الفوضى والاقتتال، مما يعيق أي جهود للتعافي من آثار الحرب.

ثالثا.. التدخلات الإقليمية والدولية: سوريا بعد الأسد قد تكون ساحة لتدخلات خارجية من قبل القوى الإقليمية والدولية، التي قد تسعى إلى ضمان مصالحها في المنطقة، هذه التدخلات قد تعقد العملية السياسية وتعطل محاولات التوصل إلى تسوية سياسية مستدامة، القوى مثل تركيا، إيران، روسيا والولايات المتحدة ستكون لها مصالح وتصورات مختلفة عن كيفية مستقبل سوريا، مما يخلق توازنات جديدة في المنطقة.

رابعا.. إعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي: إذا تمكنت سوريا من التوصل إلى تسوية سياسية واستقرار نسبي بعد الأسد، فستحتاج إلى جهود ضخمة لإعادة بناء الاقتصاد والبنية التحتية، ستكون هناك تحديات كبيرة في تأمين الموارد اللازمة للتعافي، في ظل الدمار الهائل الذي لحق بالعديد من المدن والمناطق، كذلك سيكون من المهم تحسين الأوضاع المعيشية للسكان في الداخل بعد سنوات من الحرب والعقوبات.

خامسا.. المصالحة الاجتماعية والعدالة الانتقالية: المصالحة بين مختلف الطوائف والفئات الاجتماعية ستكون ضرورية لبناء سوريا جديدة، ولكن في ظل الانقسام العميق الذي شهدته البلاد طوال سنوات الصراع سيكون من الصعب تحقيق ذلك دون تطبيق سياسات عدالة انتقالية بما في ذلك محاسبة المسئولين عن جرائم الحرب، وإيجاد حلول لقضايا اللاجئين والمفقودين.

باختصار.. المستقبل السياسي لسوريا بعد الأسد سيعتمد على العديد من العوامل منها:
·     القيادة السياسية التي ستتولى السلطة
·     قدرة المجتمع الدولي على دعم عملية الانتقال السلمي
·     القدرة على تحقيق التوازن بين الاستقرار الداخلي والمصالح الإقليمية والدولية.

مساحة إعلانية