مساحة إعلانية
حمدين بدوى
كلمتين ونص شهر رمضان بسم الله الرحمن الرحيم والصلاه والسلام على رسول الله في رمضان شهر التغير والتحول الروحي وهو فرصه عظيمه لاصلاح النفوس وتهذيب السلوك وتحويل العادات السيئه الى اخرى حسنه تنير طريق الانسان الى دنياه واخرته في هذا الشهر المبارك يعيشون المسلمون حاله مميزه من القرب الى الله عز وجل حيث يحتسبون اعمالهم ويقدمون الطاعه بنيه صافيه ما يجعلهم اكثر استعدادا لتغيير ما افسدته الايام والصيام كواحد من اركان الاسلام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب بل هو تدريب نفسي على قزم الغيظ وضبط النفس وهو يعلم الانسان قيم الصبر والاحتساب ويغرس في النفس قيم الاحسان في التعامل مع الناس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجه ان يدع طعامه وشربه؛ هذا القول والحديث يوضح ويشير ان الصيام لا يكون كاملا الا بتزكيه النفس وتحسين المعامله ورمضان هو الوقت المثالي لتغيير العادات السيئه مثل الغضب والكذب والغيبه والتقصير في الحق الواجب على الاخرين فيمكن للانسان ان يستغل هذه الايام المباركه في هذا الشهر ليتعلم قيم التسامح والعفو الى من اساء اليه فكثيرا ما تكون الشحناء والخلافات حاجزا بين الناس فياتي رمضان ليكون فرصه لاصلاح هذه العلاقات اذ جعل الانسان الكلمه الطيبه والمعامله الحسنه نهجا يوميا في شهر رمضان فانه يضع اساسا لعادات دائمه تستمر معه بعد انقضاء الشهر قال النبي عليه افضل الصلاه والسلام انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق؛ فالاسلام دين معامله وسلوك ورمضان هو فرصه لتجسيد هذه القيم فلنجعل في رمضان بدايه الطريق ولنعمل على تزكيه انفسنا وتحسين معاملتنا للناس في هذا الشهر المبارك فاذا حققنا هذه الغايه كامله فان رمضان نعم المدرسه ولابد ان يحقق المسلم الاحسان بكل معانيه في هذا الشهر فهو لا يعي فقط بالعباده كالصيام والصلاه بل يحفزنا لتجسيد كل قيم الاحسان فيما نقوله ونفعله الاحسان في المعامله ونعتاد فعل الخير وقول الحق والعمل به فالله تبارك وتعالى يقول ان الله يامر بالعدل والاحسان وايتائز الكربه وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي هذه الايه الكريمه تجعل من الاحسان شريعه في كل احوالنا والاحسان يبدا بالاسره ففي رمضان نجد فرصه ذهبيه لتعزيز روابط الاسره والاحسان في المعامله يظهر في التفاهم في تقدير اعباء الاخرين في التواصل الطيب بالاحسان يصنع تغييرا جذريا في النفوس ويحول البيوت الى واحات من الطمانينه مع الاسره والمجتمع والاحسان يكون بالتواضع واظهار الحب ومد العون للمحتاج ومن صور الاحسان ايضا في رمضان اطعام الطعام للصائمين قال النبي صلى الله عليه وسلم من فطر صائم كان له مثل اجره غير انه لا ينقص من اجر الصائم شيئا هذا الحديث يحثنا وياخذنا على ان تكون اصحاب القلوب مليئه بالرحمه والعطاء وكذلك الاحسان في العمل فلا يكتمل الاحسان الا اذا تمثل في اعمالنا واتقان العمل باظهار الود والاحترام لكل من حوله وايضا الاحسان لابد ان يكون عاده دائمه ومستمره في رمضان وبعد رمضان وحيث قال النبي عليه الصلاه والسلام ان الله عز وجل كتب الاحسان على كل شيء هذا يوجهنا بان نكرس ما تتعلمه في رمضان حتى يصبح سلوكا يوميا فلنجعل من شهر رمضان بدايه جديده حافله بالاحسان حيث تتعامل بالطيب والرحمه مع كل من حولنا ونسعى لنشر البر والعدل في كل زاويه من حياتنا وتسامح ومنشود في كل معاملتنا وتعاملنا في هذا الشهر المبارك يكون الصيام داعيا لترك الاحقاد وابداء العفو والمغفره فربنا تبارك وتعالى يقول وليعفو وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم التسامح يبدا اولا مع النفس اول خطوه للتسامح ان تتصالح مع انفسنا هل تتامل في اخطائنا السابقه ان نقر بها ونسعى لتصحيحها هذا جزء اساسي لتجربه التسامح الداخلي ورمضان يعطينا فرصه للتوبه الصادقه والبدء بحياه جديده مبنيه على النقاء الروحي والتسامح والسر في تجاوز النزاعات وتعزيز الود في رمضان ونؤكد من كل ما سبق ان نجعل الصيام دافع للتسامح في عن الاساءه والتسامح في العلاقات الاجتماعيه في رمضان هو الوقت المميز لاصلاح العلاقات المتوتره مع الاهل والاصدقاء والجيران يكفي ان يبدا الانسان بكلمه طيبه او مبادره بالمحبه ليذوب الجفاء وتحل الالفه مكان الاخلاق وهذا يجعل رمضان يعلمنا ان نكون متسامحين لا لفتره مؤقته ولكن ليكون التسامح نهج حياتنا فاننا نبني اساسا لعلاقات اقوى وحياه اكثر سعاده وان نجعل من انفسنا فرصه لصفاء القلوب وتصفيه النفوس حتى نكون اقرب الى الله والى بعضنا بعضا وكل ...عام وحضراتكم بخير