مساحة إعلانية
قسم الترجمة
تواترت الأخبار في الساعات الأخيرة عن وجود مفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وكشف مسئولون أمريكيون لجريدة وول ستريت جورنال الأمريكية أن الولايات المتحدة تضغط من أجل الوصول إلى هدنة لفترة كافية لإيقاف العملية العسكرية الإسرائيلية في القطاع مما قد يمهد الطريق لهدنة أكثر استدامة.
يأتي ذلك في الوقت الذي تدرس فيه إسرائيل وحماس اتفاقا من 3 مراحل من شأنه أن ينتهي بإطلاق سراح المختطفين لدى حركة حماس ووقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع بحسب ما جاء في مسودة الاتفاق التي ناقشها رؤساء مخابرات في الدول المعنية في باريس هذا الأسبوع.
ونقلت الصحيفة الأميركية اليوم الخميس عن المسئولين أن المفاوضين الأميركيين بقيادة مدير وكالة الاستخبارات ويليام بيرن، أكدوا أنه سيكون من الصعب على إسرائيل استئناف الحرب بقوتها الحالية بعد وقف طويل لإطلاق النار.
وأضافوا أن واشنطن أبلغت المفاوضين الآخرين أن إسرائيل تدرس فكرة الانتقال إلى مرحلة أخرى محدودة بشكل أكبر من الحرب بعد إطلاق سراح جميع الرهائن.
ولم يرد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على طلب التعليق من الصحيفة حول التفكير في مثل هذا الاحتمال.
وذكرت وكالة رويترز أمس الأربعاء أن حماس تدرس مقترحا لهدنة يشمل 3 مراحل يتم خلالها الإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم الحركة وعن سجناء فلسطينيين في إسرائيل.
وأشارت الوكالة إلى أن النساء والأطفال وكبار السن والمصابين من المختطفين سيُفرج عنهم في المرحلة الأولى مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين في إسرائيل وأن الخطة أُرسلت إلى غزة للحصول على رأي قادة حماس هناك.
أما المرحلة الثانية ستشهد الإفراج عن المجندات الإسرائيليات مقابل سجناء فلسطينيين وزيادة أخرى في توصيل المساعدات وإعادة الخدمات والمرافق إلى غزة فيما المرحلة الثالثة ستشهد الإفراج عن جثث الجنود الإسرائيليين القتلى مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين.
وبحسب "وول ستريت جورنال"، فإن حماس أيضا طالبت بالإفراج عن جثث الفلسطينيين الذين قتلوا خلال هجمات السابع من أكتوبر على جنوبي إسرائيل.
وما زال أكثر من 100 من الرهائن الإسرائيليين محتجزينوذلك بعد أن أُفرج عن عدد مماثل في هدنة سابقة في نوفمبر تضمنت الإفراج عن عشرات من السجناء الفلسطينيين.
وتخضع للمناقشة منذ أواخر ديسمبر نسخ من إطار عمل وقف إطلاق النار المكون من عدة مراحل لكن إسرائيل لم توقع على النسخة المبدئية .
من جانبها نقلت وول ستريت جورنال عن مسئولين عرب قولهم إن هناك عقبات أمام تنفيذ الهدنة تجعل التوصل إلى اتفاق أمر غير مرجح لكنهم أشاروا إلى أنه حال التغلب على تلك العقبات من الممكن استكمال الاتفاق في غضون فترة ما بين أسبوع و10 أيام.
وأضافت الصحيفة أن استعداد إسرائيل وحماس للنظر في الخطوط العريضة للمقترح تحوّل صغير لكنه مهم في المفاوضات. ويوضح الضغوط المفروضة على الطرفين مع دخول الحرب في شهرها الخامس والمخاوف من جر المنطقة إلى صراع شامل.
ويواجه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ضغوطا داخلية حيث تتزايد الدعوات لإنهاء الحرب لاستعادة المختطفين الذين لا يزالون في قطاع غزة بجانب الضغوط الخارجية بسبب حصيلة الضحايا المتزايدة في القطاع.
وبحسب مسئولين مطلعين، ذكرت وول ستريت جورنال أن حماس تبدو وكأنها تسعى لشراء الوقت من أجل التفاوض على هدنة طويلة الأمد يتم خلالها وضع حد فعلي للصراع. يشار إلى أن حماس أعربت مرارا عن رفضها إطلاق سراح جميع المختطفين إلا مقابل إنهاء الحرب وهو ما ترفضه إسرائيل بشكل قاطع.
وأضاف المسئولون أن حماس أبلغت المفاوضين أنها ستبقى مرنة فيما يتعلق بمدة الهدنة، طالما حصلت على ضمانات بوقف إطلاق النار على المدى الطويل.
وحول المرحلة الثالثة والأخيرة من مقترح الهدنة أشارت وول ستريت جورنال إلى أنه من المتوقع أن تكون الأكثر خطورة حيث ربما يحتفظ قادة حماس في غزة بمجموعة صغيرة من المختطفين كأوراق مساومة ودروع بشرية بينما أيضًا ربما يرفض القادة الإسرائيليون إطلاق سراح بعض الأسماء البارزة من السجناء الفلسطينيين.
ويبدو أن القادة في الجانبين مترددين في تقديم تنازلات بشأن المقترح حيث قال المفاوضون إن قائد حماس في غزة يحيى السنوار يرى أنه في موقف قوة بعد صموده لأكثر من 4 أشهر من القصف المتواصل.
فيما يعتزم نتنياهو إبقاء قوات إسرائيلية في غزة وبحسب الصحيفة الأميركية فإنه"يظل مقتنعا بقدرة إسرائيل على إنقاذ بقية الرهائن بالعمل العسكري وليس التفاوض.
كما يواجه نتانياهو تهديدات من أعضاء اليمين المتشدد في ائتلافه الحاكم حيث هددوا بالانسحاب من الحكومة حال إبرام أي اتفاق غير محسوب مع حماس.
وكتب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الثلاثاء عبر حسابه بمنصة إكس: اتفاق غير محسوب = تفكيك الحكومة.
كما أن هناك مخاوف لدى حركة حماس التي تطالب بضمانات دولية لوقف إطلاق النار والانسحاب العسكري الإسرائيلي بشكل كامل من غز، وذلك حال إتمام الاتفاق والإفراج عن المحتجزين.
لكن نتنياهو طالما تحدث في اتجاه معاكس وقال في تصريحات الثلاثاء:"لن نخرج الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة ولن نطلق سراح آلاف الإرهابيين. هذا لن يحدث.