مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

خالد سالم يكتب .. مجموعات الواتساب ودورها في وسائل التواصل الاجتماعي

2025-05-19 18:50:30 - 
خالد سالم يكتب .. مجموعات الواتساب ودورها في وسائل التواصل الاجتماعي
خالد سالم
منبر

في عصرٍ تتسارع فيه وتيرة التكنولوجيا وتتشابك الخيوط الرقمية في تفاصيل حياتنا اليومية، برزت تطبيقات التواصل الاجتماعي كقنوات حيوية للتفاعل وتبادل المعلومات. من بين هذه التطبيقات، تميّز واتساب ليس فقط كوسيلة للمحادثات الفردية، بل أيضًا كمنصة قوية للمجموعات التي تحولت إلى مجتمع رقمي مصغر يعكس نبض المجتمع الحقيقي.

مجموعات الواتساب: من الدردشة إلى التأثير

لم تعد مجموعات الواتساب مجرد ساحات للثرثرة أو تبادل النكات، بل أصبحت أدوات فعّالة لنشر الأخبار، وتبادل الخبرات، وإدارة العمل الجماعي، وحتى لصنع الرأي العام في بعض الأحيان. سواء كانت مجموعة عائلية، مهنية، تعليمية، إعلامية أو حتى تطوعية، فإنها تمثل اليوم خلية تواصل مباشرة وسريعة التأثير.

بين الإيجابيات والسلبيات

من أبرز إيجابيات مجموعات الواتساب، أنها تتيح التواصل الفوري والمباشر، وتخلق نوعًا من القرب الإنساني حتى في ظل البعد الجغرافي. كما أنها تعزز العمل الجماعي وتنظم النقاشات وتوفر مساحة للتعبير والمشاركة.

لكن، على الجانب الآخر، قد تتحول هذه المجموعات إلى مصدر للإزعاج أو الفوضى المعلوماتية، إذا ما غابت عنها الإدارة الجيدة أو انعدمت فيها المعايير الأخلاقية والاحترام المتبادل. كما أن تداول الشائعات أو الأخبار غير الموثقة عبر المجموعات قد يكون له أثر سلبي على الوعي العام، وهنا تظهر أهمية الوعي الرقمي والمسؤولية الإعلامية لدى المستخدمين.

دور الإعلامي والقيادات المجتمعية

تتطلب هذه المنصات الرقمية، وعلى رأسها مجموعات الواتساب، وجود شخصيات إعلامية ومجتمعية مؤثرة تتحمل مسؤولية التوجيه، وتقديم المعلومة الدقيقة، ومكافحة الإشاعات، خاصة في الأوقات الحرجة مثل الأزمات أو الأحداث الكبرى. وقد لعب العديد من الإعلاميين هذا الدور باحترافية، مستفيدين من قربهم من الجمهور عبر هذه المجموعات.

لذا ضرورة إدارة الوعي قبل إدارة المحتوى

إن مجموعات الواتساب باتت اليوم أداة لا يمكن تجاهلها في منظومة الإعلام الحديث والتواصل المجتمعي. لكن يبقى التحدي الحقيقي ليس فقط في كيفية استخدامها، بل في كيفية إدارتها بشكل مسؤول وفعّال، لتكون منبرًا للبناء لا للهدم، وللحوار لا للصدام، وللتنوير لا للتضليل.

مساحة إعلانية