مساحة إعلانية
بقلم د. أمنية المراغي – أستاذ القانون الجنائي ونائب رئيس اللجنة التشريعية
شهدت مصر في عهد الجمهورية الجديدة تحوّلًا جذريًا لم تشهده من قبل، حيث انتقل مفهوم "المنصب الوزاري" من مجرد موقع للتشريف إلى مسؤولية وطنية جسيمة، يتصدّرها مبدأ "التكليف"، ويُحمَل فيها الوزير على عاتقه أمانة وطن وشعب، يسابق الزمن لتحقيق أحلامه وطموحاته المشروعة.
لقد أرسى الرئيس عبد الفتاح السيسي دعائم هذا التحوّل البنّاء، في وقت تشهد فيه دولٌ كثيرة انهيارات وتحديات وجودية. وبينما تنكمش بعض الحكومات، تنطلق مصر بثقة وثبات، مسجّلة إنجازات حضارية في مختلف مناحي الحياة، من بنية تحتية متطورة، إلى بيئة تشريعية رصينة، إلى تمكين حقيقي للمرأة والشباب، ليصبح العمل العام واجبًا وطنيًا، لا مقعدًا مريحًا للجلوس.
ومن النماذج المضيئة لهذا النهج الجديد، تبرزالدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، التي أعادت لوزارة البيئة بريقها ودورها الحيوي في قلب أجندة التنمية المستدامة. لم تُشعل معاليها أروقة الوزارة بالنيران، بل أشعلتها بالحيوية، والعمل الدؤوب، والمبادرات الرائدة، واضعة البيئة في صدارة الاهتمام الوطني والدولي، ومؤكدة أن مصر قادرة على قيادة ملفات التغيّر المناخي والاقتصاد الأخضر.
وقد حققت وزارة البيئة تحت قيادتها إنجازات لافتة، من بينها:
استضافة مصر التاريخية لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ COP27 في شرم الشيخ، والتي حازت إشادة دولية من حيث التنظيم والمخرجات.
إطلاق الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، كخريطة طريق وطنية شاملة لمواجهة التحديات المناخية.
تطوير المحميات الطبيعية وفتحها أمام السياحة البيئية، مثل محمية وادي الحيتان، ومحمية رأس محمد، في إطار الحفاظ على التنوع البيولوجي وتحقيق التنمية المستدامة.
تنفيذ مشروعات إدارة المخلفات الصلبة في كافة المحافظات، من خلال إنشاء مدافن صحية، ومحطات وسيطة، ومصانع تدوير.
دمج البعد البيئي في خطط التنمية والاقتصاد، وإطلاق مبادرات "اتحضر للأخضر" و"اتكلم أخضر"، لنشر الوعي البيئي بين فئات المجتمع كافة.
تعزيز التعاون الدولي لجذب تمويلات خضراء لمشروعات بيئية وطنية، ضمن آلية تمويل المناخ العادل.
دعم القطاع الخاص في مجالات الاقتصاد الأخضر والطاقة النظيفة وإعادة التدوير، كجزء من التحول إلى اقتصاد مستدام.
إن الوزيرة ياسمين فؤاد لم تكن فقط وجهًا مشرّفًا لمصر في مؤتمرات المناخ الدولية، بل نموذجًا حيًا للوزير المُكلَّف بخدمة وطنه، لا المتزيّن بمنصبه. فقد حولت الوزارة إلى خلية نحل، وفتحت أبوابها للتعاون مع كل مؤسسات الدولة، واضعة نصب عينيها هدفًا واحدًا: بيئة نظيفة، آمنة، ومستدامة لأبناء هذا الوطن.
في الجمهورية الجديدة، لم يعد المنصب الوزاري امتيازًا، بل رسالة ومسؤولية، والسباق نحو البناء لا يعرف تراجعًا. إنها مصر التي نراها كل يوم تبني، وتُنجز، وتُحلق بأحلام شعبها نحو آفاق المجد.