مساحة إعلانية
حسام جابر / البصرة
ساهم الواقع الحقيقي في انجاح هذه المجموعة (1700) للشاعر مسار رياض لأنه يحتوي على ادلة واقعية عايشها الالف من البشر في الآونة الاخير وهي نفسها اعتمد عليها الشاعر بشكل مباشر, نطمح نحن الى الوصول للكينونة الداخلية التي اظهرها الشاعر في طرح هكذا ركائز مهمة في وصف الواقع الذي اجريت علية احداث متنوعة ومختلفة عن اخرتها, المجموعة الشعرية بها الكثير من التعامل المباشر والمحاور الخارجية والداخلية والتي يربطها الشاعر بقضايا المجتمع والاحداث الواقعية والتي هي المحور الاساسي لبناء قصائده الشعرية وايضا ذات سياق ثابت عندما ينبثق على امور عدة منها كيف ربط محور الحاضر بأزمان ماضية يقتضي هذا المجال الى اقتباس حقائق واقعية من الماضي كي يستدل للحاضر باطار معين يضع بداخلة منهج متكامل ويعالج به القصائد المحملة بمواقف غريبة وعميقة في الكينونة الفكرية الحاضرة والتي انسجها الشاعر مسار رياض بجوهريته التي اكتسبها من الماضي فالأزمان الحاضرة او الماضية التي وضعها الشاعر لعبت دور مهم في الارتقاء واظهار الشواهد التي يجسدها بنموذج اشبه الايقاع الاستدلالي فهذا محور اساسي لدى الشاعر لا يمكن التنازل منه او اهماله ليس هذا فقط اصبح اهتمام الشاعر بل هناك علاقة وطيده بين الشاعر والمكان قام على اثرها استخراج قيمة وظيفية تحدد المعايير والاطار الحقيقي للحدث الواقعي الذي ينقل لنا مجموعة من الإدراكات الحقيقية التي تنتقل بوسط متجانس ومعه اشكال مختلفة لا حدود لها فقوة الادراك هي التي تدلينا على المكان الحقيقي والحدث الصادق فــالمكان الموظف في المجموعة الشعرية هو اقرب الى الذات يمتلك امتداد واسع فيمكن ان نقول علاقة المكان بالشاعر هي علاقة نقلية تقوم على اثرها ايضاح معالم المكان المستخدم حتى يشعر القارئ بالاتصال المباشر مع تلك المحاور وتأثيرها, هنا الشاعر مسار رياض وبمجموعته الشعرية (1700) بناء جدار موضوعي صلد هو الذي يميز لنا الفكرة الجوهرية القادم بها عن اخرتها فهو نقل لنا انفعالات تحدث داخل العقل وتنتج لنا قالب يقودنا الى اساس المادة او الخامة الاصلية التي يشكل بها قصيدة الشعرية ويخاطب بها تلك الإرادة التي وقفت على شفاه حفرة دون الرجوع الى الذهن المتلقي اشد اتصالات الضياع, هنا الشاعر قرب صلة الموضوع المتحركة عليه تلك الارواح والعقول بالفكر الخطابي الذي تحسسه عن طريق المادة فهذين الامرين هما من قادا الفكر الموضوعي الخارجي الى فكر عقائدي داخلي اتكئ علية امة بكاملها, مسار رياض له وجهين مختلفين عن بعضيهما في تكوين المجموعة هذين الوجهين هما الاختلاف في اسلوب اختيار الحدث فتارتا يكون اسلوب القصيدة مستوحاة من ارض الحقيقة وهذا الاسلوب هو اكثر شيوعا في المجموعة لان الشاعر يريد الوصول بشكل مباشر الى عقل المتلقي وهذا الاسلوب يمكننا ان نطلق عليه تسمي( الاسلوب الفني) لأنه لا يحتوي على مجازيات تعيق ذهن القارئ فالشاعر نفسه يميل الى هذا الاسلوب لان يترك بداخل ذهنه احساس جمالي ولذه جوهرية ممتعة تبعث شعور خالص للمتلقي اما الاسلوب الثاني الذي درج به بعض القصائد تكون ايحائيا اي القصائد مستوحاة عن طريق نقل الحدث ليس بصورة مباشره بل تمر على مراجع كثيرة بعدها تصل الى صاحب الادراج النهائي فالأسلوب الاخير ليس دقيق في نقل الحدث او الحدث المنصوص في القصيدة قد يكون من طراز الخيال وهذا الاسلوب لا يشد القارئ بصورة مباشرة على محور الحدث فقط, هنا اصبح لدينا جنس ادبي متميز من المحور الادبي والاسلوب الفذ فهذه التشكيلة تعطي تصورا دقيقا عن التنظيم الداخلي وحركة المادة الاولية من محور الى اخر حتى تقوم بتلقيح جميع اطراف الاسس او الركائز التي بنيت عليها القصيد, هذه الممارسات الفعلية المستمرة في المجموعة كانت لها صلة في الحالة السيكولوجية للمرء لان الشاعر وضع في المجموعة محاور متعددة وهذه المحاور لها ارادة بكل الاطراف سواء كانت واقعية ام ايحائية فكلاهما متأصلان بتأثيرات مختلفة وناتجان تجربة روحية تنبع من رحم الواقع او من رحم الانسان نفسة عندما تدخل علية عولمة ليس محتسب لها من قبل.
تقدم
زمانُ الحديث ِ انتهى
وانتهى ما يُقال
فضع شمعك الاحمرَ الآن فوقَ الكلام
وزيت سلاحَكَ
عُد الذخيرة َ
ثم تقدم
ولا تلتفت لخطابِ الأفاعي فأنتَ أميرُ الكلامِ الوحيدُ
ودَع فلسفاتِ السياسةِ
ان الحكومات ِ وهم تضخم
تقدم تقدم
..................
لقد طالت الاعناق يا ابن الذي له
اساطير في سوح المعارك تسطر
وعششت الغربان في كل تربة
ولون الأسى فوق الخلائق ينشر
وضجت قبور تسأل الثأر فاستمع
لصيحاتها ينبئك صدر ومنحرُ
وطفل رأى برد المقابر ..عمره
ورود بأشواك الدموع تؤطر
(تقدم)هذه القصيدة ممتلئة من العلم والجمال كصاحبها ويمكن ان نطلق عليها بالقصيدة البارعة لأنها تحتوي على محاور ثلاثية الابعاد , الشاعر مسار رياض استخدم عرضين مختلفين في كتابة هذه القصيدة الاول كان نص عمودي والثاني نص موزون او يمكننا القول هو سلسلة من السواكن والمتحركات معتمد على التفعيلات والقواعد الثابتة هذا من منظور الواقع الشعري, اما من الناحية التحليلية سنجد في النص الاول محور اساسي والذي تدور عليه اطراف القصيدة الا وهو الثبات في زمن حاضر وهذا يدل على امكانية الشاعر كيف يقوم بإخراج إبداعه التصويري الحقيقي من حادثة معينة, هنا نوع اخر استخدمه الشاعر الا وهو مدح النفس الباذلة بروحها والتي امتلك علو وسمو من قبل البعض فالجميع اقتدى بهذا النموذج ولا شك بهذا فهو يعطي تنظيرا واضحا عن اداة الحق, فالمدح الموظف بقصيدة ( تقدم ) ما هو لا اضافة تفاعلية مع المحور الادبي وكان وضع موفق من قبل الشاعر.
(غدا ً سوف يُلقى بمرساته في رصيف ٍ لقابيل
من حجرٍ ودماء
وسوف يُرِي للسماء بمرآته جوهرَ العنصر الأدمي
وجرأتهَ في انتهاك السماء
وكان كتابُ الإله يقولُ
بأنا بناءُ الالهِ
ويوم َ غدٍ سوف يشهدُ كيفَ يُهدمُ هذا البناءُ البناء
دماءُ المدائن
بابل
أورك
تلو
أريدو
أكد
هذه القصيدة التي وردة في المجموعة ما هي الا الوان تختلف عن اخرته لأنها تحمل في طيتها تنوع في مواضيع حقيقية التي تقمصها الشاعر, فهذا القدر من المعاني التي يضعها الشاعر في قصيدة هي وسيلة الاتصال بالمستلم من حيث الواقع الموغرافي والتفاعل الحقيقي الذي حدث هناك وايضا الاوتاد التي اربطها الشاعر بجوهريته هي في غاية الدقة عن توضح اساسيات الواقع, الشاعر مسار رياض ذكر بهذه القصيدة اسماء مدن فهذه الاسماء او المدن تعود الى الالف السنين لكن هو في غايته يريد الوصول الى الصورة الحقيقية ويقوم بعملية الربط بين الزمنين واظهار حالات التشنج والايضاح وايضا حالات التفكيك التي وجدت في الاخير, الاسماء التي وضعها الشاعر في القصيدة يريد بهن ان يوضح ما حقيقية هذا البلد و ما يحمل من مدن عظيمة آنذاك الا وهي اورك والتي كانت تحمل بداخلها اساطير عدة كاجلجامش وايضا مدينة أريدو التي يعود تاريخها الى خمسة الاف سنه قبل الميلاد وكلمة اريدو باللغة السومرية تعني المكان الضخم, فالشاعر وبهذه القصيدة وضع اساسيات الماضي وادخلها في الحاضر من حيث الانفعالات ونقل تلك المظاهر التي تحدث هناك.
سيقال أنك َ موغل في الحربِ
لا زمن لديك َ بلا قتال ٍ
حين َ لا يُرجى القتالُ
بعضُ التفاوضِ ربما يجُدي
فألجِم نارَ قلبِكَ
ثم قُم كي تبتدي زمنَ التباحُثِ فوقَ نزفِكَ
وانسَ ما لاقيتَ من محَن ِ تذوبُ بها الجبالُ
الناس ُ قد تِعبوا من الموتِ اللعوبِ
وانت تشحذُ بندقيتَك التي هِرمَت وتنهضُ
ثم تهاجمُ
سنجد بهذه القصيدة وظائف متعددة وهذه الوظائف تتناغم مع الاسلوب المستخدم في تكوين المجموعة, الشاعر وضع هذه التوظيفات في سبيل الوصول الى الحالات المشتركة الذاتية بين الشاعر نفسة وبطل الحدث والقارئ ويريد ايضا ان يصنع نموذج للقيم التي يحذوها البعض, فتناغم الاسلوب مع الوظائف التي ادخلها الشاعر تعطينا دلالات معرفية التي تقوم بدورها ايضاح مكان الحدث الذي تجرى علية المحاور الادبية وهذه الوظيفة لا تبتعد بالقارئ الى مدى ابعد دائما تبقية داخل اطار واحد وضمن القصيدة, وايضا الاسلوب مرتا اخرى يخرج ويعطينا وظيفة جديدة لا وهي الوظيفة اللغوية التي تتمتع بها القصيدة بجمال لا يحصى فهو يقرب جميع الكلمات والمعاني للمستلم كي يصل برسالته الى مدى ابعد وتعد هذه الوظيفة من اهم الوظائف التي دائما يبحث عنها القارئ فلا شك ان مسار رياض وضع بمجموعته 1700 موروث جيني يتناغم مع كل الاطراف التي تدخل, هذه الوظائف لا تنحصر بهذه القصيدة فقط بل بعض القصائد في المجموعة تحمل هذا الاطار او نتهج هذا التناغم مثل قصيدة مصطفى العذاري فهي تحمل وظائف اجتماعية يكتسب من خلالها الانسان تلك ممارسات التي مارسها الشهيد البطل الذي قدم نفسة قربنا الى وطنة ومصطفى العذاري غني عن التعريف فهو بحق ذاته محور تدور علية مئات الصور, وايضا هناك قصيدة تحمل تناغم واضحا لا تختلف عن قصيدة مصطفى العذاري لا وهي قصيدة علي رشم فهي شاهد واضح على القدرة الواقعية التي سيطرة على قصائد المجموعة فهاتان القصيدتان تبثان نفس الشعور الخالص والذي يتلاءم مع المحور الاصلي الذي تترتب علية الصفات والواقعية . لو تركنا المحور الادبي والعوامل التي بني عليها بعض القصائد ونظرنا الى المجموعة سنجد ايقاعات مختلفة ومرتبطة بأداة الخطابة وذلك باستخدام الوثائق والدالات والتي غير قابلة للتغير فأنها تمتلك صورة واضحة جدا وايضا هي رسالة الى الاجيال القادمة, الشاعر مسار رياض قدم ذاكرة ممتلئة بالوثائق الحقيقية ولا يريد بهذه الذاكرة ان يوهم احد بل أرشف اسئلة لا جواب لها.