مساحة إعلانية
إيمان بدر تكتب :
السيسي بدأ عهده بالانفتاح على القوى الاقتصادية القادمة مع الاحتفاظ بعلاقات قوية مع
الأقطاب القديمة من أجل خريطة متوازنة ومتعددة.
تسيطر على ربع اقتصاد العالم والتبادل التجاري مع مصر يتصاعد ونسبة الاستثمارات ٤٥٪
والتحويلات تضاعفت بنسبة ١٠٢٪ خلال عام واحد.
نعلم أن الرئيس عبد الفتاح السيسي هو أول رئيس مصري وعربى يدعى إلى حضور اجتماع دول البريكس لأنه منذ بدأ ولايته حرص على فتح قنوات الاتصال مع دول الشرق القادمة بقوة بل ومنذ أن كان وزيراً للدفاع بدأ تعزيز العلاقات مع روسيا ثم واصل استراتيجية الدبلوماسية الرئاسية برسم خريطة متوازنة ومتوازية للسياسة الخارجية المصرية ولعله الرئيس الأوحد الذي جمع بين صداقة رئيسي روسيا وامريكا ليس فقط في عهد دونالد ترامب ولكن امتد الأمر إلى جو بايدن الرئيس الأمريكي الحالى، الذى كان السيسي هو أول رئيس عربى يتلقى اتصالاً هاتفياً منه فور انتخابه، رغم استمرارية علاقته بنظيره الروسي فلاديمير بوتين ولكن لم يمنع هذا القاهرة من أن تدين الحرب الروسية على أوكرانيا، مما دفع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكى أن يطلب تدخل السيسي بالاسم للعمل على تقريب وجهات النظر وحقن الدماء، ولما لا إذا كانت مصر هى الدولة الوحيدة التي فتحت فنادقها للوافدين الروس والاوكران على حد سواء مع تعليمات بالفصل بينهم منعاً لأى اشتباكات.
وفيما يتعلق بالانفتاح على التجمعات الدولية لم يكن تقارب السيسي مع دول البريكس وحدها ولكن مع تجمع فيشجراد أيضاً، وفي هذا السياق وافق بينك البريكس للتنمية على ضم مصر إليه، لتستفيد من قدراته التمويلية للمشروعات التنموية، لتبرز علامات استفهام حول أسباب رغبة القاهرة في أن تنضم إلى هذا التجمع علما بأن مصر ليست وحدها ولكن ممالك النفط الثرية وأبرزها السعودية والإمارات تقدمت أيضاً للانضمام .
وعلى ذكر الاقتصاد العالمي من المعروف أن دول البريكس تتحكم فيما يقرب من ربع اقتصاد العالم، ولكنها ليست على نفس المستوى من الثراء لتجد دولة مثل الصين تحقق ناتج محلى إجمالى يصل إلى ١٩.٣ تريليون دولار، بينما تحقق الهند ٣.٧ تريليون دولار، أما عن روسيا والبرازيل فنصيب كلا منهما ٢ تريليون دولار، بينما لا تتجاوز جنوب افريقيا ٣٣٩. تريليون دولار، وتكمن أهمية هذه الدول في ضخامة حجم التبادل التجاري بينها وبين مصر ومن ثم يرى الخبراء الاقتصاديون أن إنضمام مصر إليها والتعامل بالعملات المحلية بعيداً عن الدولار سوف يوفر مالا يقل عن ٤٠ مليار دولار سنويا، ناهيك عن الاستفادة من خبرات وقدرات دول مثل روسيا والصين والهند في المجالات العسكرية والأمنية والتكنولوجيا والاستخدام السلمى للطاقة النووية، ناهيك عن موقع جنوب افريقيا في أقصى جنوب العالم وموقع البرازيل في أقصى الغرب وإمكانية توسيع شبكة التجارة العالمية وإعادة رسم خريطة الطرق التجارية بين قاراته وفي القلب منها مصر.
وعلى صعيد التبادل التجاري بين مصر ودول المجموعة فقد تزايد حجمه ليصل مؤخراً إلى ٣١ مليار دولار، بزيادة ١٠.٥٪ عن العام السابق، حيث تزايدت صادرات مصر إلى دول البريكس بنسبة ٥.٣٪ فيما زادت حجم الواردات بنسبة ١١.٥٪، أما عن قيمة استثمارات دول البريكس في مصر فوصلت إلى ٨٩١ مليون دولار بزيادة ٤٥٪ ، فيما قفزت تحويلات المصريين العاملين في دول البريكس إلى القاهرة بنسبة تزيد عن ١٠٢٪ عن نفس الفترة من العام الماضي.
وتشير خريطة البريكس إلى انفتاح القاهرة على هذه الدول بشكل متساوي ومتوازى، حيث تعد الهند هى الأعلى تصديرا إلى مصر بينما تحتل الصين المركز الأول ضمن قائمة الدول الأكثر استيرادا من مصر والاكثر استثمارا في مصر، فيما تمثل البرازيل أكثر دولة تصل إلى البنوك المصرية تحويلات من المصريين العاملين فيها.