مساحة إعلانية
هو من طليعة الرواد الذين يضربون المثل ويقودون حركة التعبير والتطوير ، ومن بين هؤلاء الرواد عباقرة يمتلكون القدرة على البداية الذاتية التى لم يسبقهم أحد بها ، هؤلاء الرواد هم صنّاع الحضارة الإنسانية ، فقد أنجبت مصر فى عصرنا الحديث عددا هائلا من الفنانين التشكيليين ، الذين عشقوا مصر وتفانوْا فى الحفاظ على حضارتها السابقة وتراثها العريق ، تلك الحضارة و ذلك التراث كلاهما يمثل جذورا قوية ثابتة من زمن بعيد ، هو المثال الكبير و النحات المبدع محمود مختار (أبوه إبراهيم العيسوى عمدة القرية) محمود مختار ، ابن قرية " طنبارة " بالمحلة الكبرى بمحافظة الغربية ، ولد فى العاشر من مايو 1981 م، و لكنه عاش فى قرية " نشا " بالمنصورة عند جدّته وأخواله ، وقد عُرف عنه - وهو مازال صغيرا - أنه كان يقضى معظم وقته بجوار الترعة ، و من طين الترعة كان يشكل تما ثيل تعبر عن بيئته الريفية التى يشاهدها ليل نهار قال عنه د. طه حسين " كان فى حياته مرآة صادقة كل الصدق لنفائس مصر الخالدة التى لا تُعدّ ولا تُحصى "
، ولقد كان أول طالب يلتحق بمدرسة الفنون الجميلة ( التى فتحها الأمير يوسف كمال من جيبه الخاص سنة 1908 - يوسف كمال هو أحد أبناء الأسرة العلوية ، أى أسرة محمد على - )
وهو أحد الفنانين الرواد القلائل فى فن النحت ، وصاحب تمثال نهضة مصر الشهير ( التمثال معروض الآن قدام جامعة القاهرة فى الجيزة ، وهذا التمثال - المصنوع من حجر الجرانيت - يعتبر أبرز أعماله، و أشهرها على الإطلاق ) ، فقد اكتسب التمثال قيمة رمزية ، حيث يعبر عن آمال وتطلعات المصريين عقب ثورة 1919 ، وهو - أيضا - صانع تمثال سعد زغلول الذى يتوسط ميدان سعد زغلول فى الإسكندرية ، وصاحب تمثال رياح الخماسين ، وتمثال حاملات الجرار ، تعتبر أعمال مختار امتدادا للفن المصرى القديم ، وقد أجمع النقاد على أن مختار تأثر بأساليب
النحت الحديثة والبيئة المصرية ، وقد جمع فى فنه ما بين البساطة والرقة و دقّة التكوين الفنى
- ثم سافر محمود مختار إلى باريس، و لموهبته وتميزه الفنى ، دخل مدرسة الفنون الجميلة الفرنسية ، و من أجل تفوقه على كل زملائه عيّنوه مديرا لمتحف " جريفين " فى حى مونمارتر بباريس ( وكانت هذه أول مرة يتعين أحد من الشرق الأوسط فى هذا المنصب الفنى فى فرنسا )
،كما كان مختار أول فنان مصرى يُقام له معرض خاص فى باريس ، كما اقتنت فرنسا تمثاله البديع عروس النيل "
وله متحف باسمه خاص بأعماله قائم إلى الآن ، تم افتتاحه عام 1962 وسط حدائق أرض الجزيرة
بالقاهرة ، وذلك تكريما لفنه ، و نشير إلى أن مختار هو النحات الوحيد فى مصر الذى له متحف خاص به
رحل مختار عن عالمنا فى عام 1934