مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منبر

الرأي الحر

الشاعر والباحث عبد الستار سليم يكتب:الخديوي عباس حلمي الثاني ورحلة الحج

2025-06-28 18:09:56 - 
الشاعر والباحث عبد الستار سليم يكتب:الخديوي عباس حلمي الثاني ورحلة الحج
الشاعر والباحث عبد الستار سليم
منبر

عبر ما يقرب من نصف قرن (١٨٠٥-١٩٥٢) حكم مصر تسعة  حكام  - بشكل فعلى - من الأسرة العلوية
هم : محمد على  - عباس حلمى الأول  ، وهو ابن طوسون بن محمد على -  محمد سعيد -الخديوى إسماعيل - محمد توفيق -  عباس الثانى - حسين كامل - فؤاد الأول - والملك فاروق .
       أما عباس حلمى الثانى وهو أكبر أولاد الخديوى توفيق ، فهو سابع حاكم لمصر من الأسرة العلوية (إذا اعتبرنا أن إبراهيم باشا هو ثانى حاكم لكنه  حكم لمدة شهر واحد) ،  وعباس - الذى اشتهر باسم عباس حلمى باشا - الذى حكم مصر 22 عاما ما بين 1892 و  1914م، وآخر خديوى  لمصر والسودان ،   (وهو خديوى مصر  - خلفا لوالده الخديوى توفيق - وحتى حين  عزله- بواسطة الانجليز المحتلين ،فى 19 ديسمبر 1914م )، وهو ابن توفيق باشا  ابن الخديوى إسماعيل ابن إبراهيم باشا  ابن محمد على ، ولقد تفوق على كل حكام مصر - فى ذلك الزمان -  وهو الحاكم الوحيد من الأسرة  الذى أجتمع المصريون  على حبه ،  لدوره السياسى ، و لكونه بانى  مصر الحديثة  ، فهو رجل المهمات الصعبة ، فقد نجح فى انفاذ  وإنجاز الكثير من المشروعات، واعتُبر من مؤسسى مصر الحديثة ، وقد شهدت فترة حكمه  عددا من الأحداث السياسية  المهمة جدا  فى تاريخ مصر ، و له دوره السياسى  المشهود ،
وفى عهده تم مدّ خطوط السكك الحديدية  بين العديد من المدن المصرية،   أنشأ الطريق الزراعى الذى ربط  بين القاهرة  والإسكندرية ، وآخر يربط حلوان بالقاهرة ، ثم بالقناطر الخيرية، و أنشأ كوبرى عباس ، وكوبرى الملك الصالح ، و كوبرى محمد على ، ثم كوبرى بولاق ، وكوبرى الزمالك ، ثم كوبرى الجلاء ، كما  طُرح مشروع ترشّح  عباس حلمى الثانى لتولًّى عرش سورية من قبل الفرنسيين ، كما  أُطلق عليه لقب (أبو المتحفيْن المصريين ) 
ومما دفع بريطانيا لعزله ،  كان تأييد  الخديوى عباس الثانى للأتراك أثناء الحرب العالمية الأولى ، و تمُثل  حادثة خلع  الخديوى عباس حلمى الثانى  من الحكم  حادثا فاصلا ومهما  فى التاريخ المصرى
( وعباس الثانى ، غير عباس حلمى الأول ابن طوسون ، ذاك الذى هدم  آمال وأحلام  تلك الفترة ، حيث أغلق مدرسة الألسن  التى ظلت مفتوحة 15 سنة ، لعدم رضاه عن سياسة جده  محمد على وعمه ابراهيم باشا ، وأوقف أعمال الترجمة ، وقصر توزيع  "الوقائع"  على كبار رجال الدولة من الأتراك ، ونفى" رفاعة" إلى السودان عام ، و عبث بوجه الثقافة والمشروع النهضوى .. تم  اغتياله وهو نائم فى قصره ببنها ،  و قد خلفه عمُّه محمد سعيد باشا ، و سعيد هو الابن الرابع لمحمد على ، تلقى تعليمه فى باريس  وكان ذا نزعة غربية ، وفى   عهده ، تم منح امتياز حفر قناة السويس .. حكم تحت حكم  الدولة العثمانية ، وقد كتب شوقى.  قصيدة (إلى عرفات الله ) ،  والقصيدة( أم كلثوم غنت بعض أبياتها  - مع تغيير ما يلزم   فى بعض الكلمات - لتناسب زيارة الحج )
 لأن  شوقى كتبها  وأهداها إلى الخديوى عباس حلمى الثانى ، و سببها أن كان  الخديوى ذاهبا  للسفر  فى رحلة الحاج ، وبالقطع يكون شوقى من المدعوين فى الرحلة  -حيث تربطهبالخديوى صداقة قوية (شوقى  تربى فى قصر الخديوى إسماعيل)-حاول شوقى التملص من الموافقة لكونه يخاف من ركوب الخيل والإبل ، ولكنه لا يستطيع الاعتذار ، فهو ليس أكثر ترفا من أم  الخديوى التى ستكون ضمن هذا الوفد ، وفعلا خرج الشاعر مع ركب الخديوى ، وفى الطريق تخلف واختبأ فى بيت أحد أصدقائه ، ولما اكتشف الخديوى غياب  الشاعر غضب ، فكتبت هذه القصيدة استرضاءً   و كسرًا  لغضب الخديوى ..
ومن مكتسبات هذه الواقعة فوز فن الشعر ، وفن الغناء  ، بدُرّة من دُرر شوقى  ..!

مساحة إعلانية