مساحة إعلانية
عبر ما يقرب من نصف قرن (١٨٠٥-١٩٥٢) حكم مصر تسعة حكام - بشكل فعلى - من الأسرة العلوية
هم : محمد على - عباس حلمى الأول ، وهو ابن طوسون بن محمد على - محمد سعيد -الخديوى إسماعيل - محمد توفيق - عباس الثانى - حسين كامل - فؤاد الأول - والملك فاروق .
أما عباس حلمى الثانى وهو أكبر أولاد الخديوى توفيق ، فهو سابع حاكم لمصر من الأسرة العلوية (إذا اعتبرنا أن إبراهيم باشا هو ثانى حاكم لكنه حكم لمدة شهر واحد) ، وعباس - الذى اشتهر باسم عباس حلمى باشا - الذى حكم مصر 22 عاما ما بين 1892 و 1914م، وآخر خديوى لمصر والسودان ، (وهو خديوى مصر - خلفا لوالده الخديوى توفيق - وحتى حين عزله- بواسطة الانجليز المحتلين ،فى 19 ديسمبر 1914م )، وهو ابن توفيق باشا ابن الخديوى إسماعيل ابن إبراهيم باشا ابن محمد على ، ولقد تفوق على كل حكام مصر - فى ذلك الزمان - وهو الحاكم الوحيد من الأسرة الذى أجتمع المصريون على حبه ، لدوره السياسى ، و لكونه بانى مصر الحديثة ، فهو رجل المهمات الصعبة ، فقد نجح فى انفاذ وإنجاز الكثير من المشروعات، واعتُبر من مؤسسى مصر الحديثة ، وقد شهدت فترة حكمه عددا من الأحداث السياسية المهمة جدا فى تاريخ مصر ، و له دوره السياسى المشهود ،
وفى عهده تم مدّ خطوط السكك الحديدية بين العديد من المدن المصرية، أنشأ الطريق الزراعى الذى ربط بين القاهرة والإسكندرية ، وآخر يربط حلوان بالقاهرة ، ثم بالقناطر الخيرية، و أنشأ كوبرى عباس ، وكوبرى الملك الصالح ، و كوبرى محمد على ، ثم كوبرى بولاق ، وكوبرى الزمالك ، ثم كوبرى الجلاء ، كما طُرح مشروع ترشّح عباس حلمى الثانى لتولًّى عرش سورية من قبل الفرنسيين ، كما أُطلق عليه لقب (أبو المتحفيْن المصريين )
ومما دفع بريطانيا لعزله ، كان تأييد الخديوى عباس الثانى للأتراك أثناء الحرب العالمية الأولى ، و تمُثل حادثة خلع الخديوى عباس حلمى الثانى من الحكم حادثا فاصلا ومهما فى التاريخ المصرى
( وعباس الثانى ، غير عباس حلمى الأول ابن طوسون ، ذاك الذى هدم آمال وأحلام تلك الفترة ، حيث أغلق مدرسة الألسن التى ظلت مفتوحة 15 سنة ، لعدم رضاه عن سياسة جده محمد على وعمه ابراهيم باشا ، وأوقف أعمال الترجمة ، وقصر توزيع "الوقائع" على كبار رجال الدولة من الأتراك ، ونفى" رفاعة" إلى السودان عام ، و عبث بوجه الثقافة والمشروع النهضوى .. تم اغتياله وهو نائم فى قصره ببنها ، و قد خلفه عمُّه محمد سعيد باشا ، و سعيد هو الابن الرابع لمحمد على ، تلقى تعليمه فى باريس وكان ذا نزعة غربية ، وفى عهده ، تم منح امتياز حفر قناة السويس .. حكم تحت حكم الدولة العثمانية ، وقد كتب شوقى. قصيدة (إلى عرفات الله ) ، والقصيدة( أم كلثوم غنت بعض أبياتها - مع تغيير ما يلزم فى بعض الكلمات - لتناسب زيارة الحج )
لأن شوقى كتبها وأهداها إلى الخديوى عباس حلمى الثانى ، و سببها أن كان الخديوى ذاهبا للسفر فى رحلة الحاج ، وبالقطع يكون شوقى من المدعوين فى الرحلة -حيث تربطهبالخديوى صداقة قوية (شوقى تربى فى قصر الخديوى إسماعيل)-حاول شوقى التملص من الموافقة لكونه يخاف من ركوب الخيل والإبل ، ولكنه لا يستطيع الاعتذار ، فهو ليس أكثر ترفا من أم الخديوى التى ستكون ضمن هذا الوفد ، وفعلا خرج الشاعر مع ركب الخديوى ، وفى الطريق تخلف واختبأ فى بيت أحد أصدقائه ، ولما اكتشف الخديوى غياب الشاعر غضب ، فكتبت هذه القصيدة استرضاءً و كسرًا لغضب الخديوى ..
ومن مكتسبات هذه الواقعة فوز فن الشعر ، وفن الغناء ، بدُرّة من دُرر شوقى ..!