مساحة إعلانية
يوسف بن تاشفين مؤسس مراكش
القائد و الأمير المسلم ، الذى وحّد المغرب ، وضمّ الأندلس تحت ملكه وسيطرته ، يوسف بن تاشفين - أعظم ملك مسلم فى وقته - هو قائد حرب صنديد ، وهو أسد المرابطين (المرابط هو اسم يطلق على الشخص الزاهد فى الدنيا ، أى المتصوف ، و لُقّب بالمرابط نسبة إلى المرابطة ، أى ملازمة المكان )، والسلطان المرابطى الأمازيغى يوسف بن تاشفين ، الذى عاش قرنا ، وأخّر سقوط الأندلس أربعة قرون ، بفضل معركة أطالت عمر الإسلام فى الأندلس ، ألا وهى معركة الزلاقة التاريخية ، التى دارت رحاها بين جيش المرابطين بقيادة يوسف بن تاشفين، والإسبان بقيادة الملك الفونسو السادس ( والزلاقة أرض بالأندلس قرب مدينة قرطبة ، وكانت عبارة عن سهل، وسمى بالزلاقة نسبة لكثرة انزلاق المتحاربين على أرض المعركة، بسبب كمية الدماء التى أُريقت فى ذلك اليوم )، والأندلس كانت تسمى بالجزيرة الأيبيرية ، و هى ما تُعرف حاليا بدولة إسبانيا والبرتغال ..
هو يوسف بن تاشفين بن إبراهيم اللمتونى الصنهاجى ( وكنيته أبو يعقوب )، مؤسس الدولة المرابطية الكبرى ( ثانى ملوك الدولة المرابطية ، بعد ابن عمّه أبى بكر بن عمر اللمتونى ) ، و هو أحد الشخصيات التى حكمت المغرب الأقصى 40 سنة فى القرن الحادى عشر الميلادى ، وعاش نحو قرن من الزمان ..!
وُلد حوالى عام400هـ /الموافق بداية القرن الحادى عشر الميلادى ، فى المثلث بين المغرب ، والجزائر ، وموريتانيا ، فى قبيلة لمتونة - وهى إحدى قبائل صنهاجة بموريتانيا -
( وكانت "الأمازيغية " هى اللغة الرسمية فى دولته، و منها كلمة " تاشفين " ومعناها "زعيم أمازيغى " ، و كذلك الاسم " ماطوس " بنفس المعنى ، و هناك الاسم " شيشنق "و معناه كبير القوم )
والدولة المرابطية هى دولة إسلامية ظهرت خلال القرنين الخامس والسادس الهجرى فى منطقة المغرب الإسلامى ، انبثقت من حركة دعوية إصلاحية إسلامية ، اعتمدت فى بدايتها على قبائل " صنهاجة " بعد التحام عدد من قبائلها الكبيرة، ويُعتبر عام (461هـ) البدء الحقيقى لدولة المرابطين ، إذ انتصروا على على قبائل " زناتة " وانتزعوا منها السيادة على الإقليم ، وقاموا بتأسيس قاعدة عسكرية وسياسية للدولة ، وذلك ببناء مدينة " مراكش " المغربية المعروفة ، فصارت عاصمة لجميع أنحاء المغرب العربى والأندلس ، وصارت مركزا للتجارة، وصلةَ وصْل بين إفريقيا ، و جنوب الصحراء الكبرى والمغرب العربى.!
تولى " أبو يعقوب " إمارة دولة المرابطين ، بعد أن تنازل له ابن عمّه الأمير أبو بكر بن عمر اللمتونى عن الملك (فهو ثانى ملوك الدولة المرابطية ، بعد ابن عمه ) ، واستطاع إنشاء دولة إسلامية تمتد من " بجاية" شرقاً - "بجاية "هى بلدية جزائرية تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط - إلى المحيط الأطلسى غرباً ، وما بين البحر الأبيض المتوسط شمالاً حتى السودان جنوباً ، لذا فهو مؤسس الدولة المرابطية الكبرى ..!
اشتهر أبو يعقوب بميوله نحو أهل العلم ، فكان يختار رجالا من أهل الفقه والقضاء ، لتطبيق الإسلام على الناس ، كما اهتم ببناء المساجد ، والمدارس الإسلامية ( المدارس القرآنية ) ، وكان له الفضل فى توحيد المسلمين بالغرب الإسلامى ..
دخل الأندلس بعدما استنجدت به ملوك الطوائف ، وخاصة أمير إشبيلية " المعتمد بن عباد " ، حيث استمر حكم المسلمين للأندلس حوالى 781 سنة ..!!